كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل الجلوس في حِجر الكعبة، فلما سمعت ترداد اسمها بحمالة الحطب، انطلقت في غاية السرعة والعجلة نحو الكعبة، ولها ولولة بذيئة الكلام لا يخرج من فمها إلا الفاحش، وفي غاية الغضب، وتحمل في كفها الفهر/ الهاون، كان صلى الله عليه وسلم جالسا وبجانبه أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فلما إقتربت، حجب الله بصرها عنه، فقالت: يا أبا بكر أين صاحبك مذممٌ هذا؟ فسكت أبو بكر رضي الله عنه مندهش، أيهجوني صاحبك؟ فيُذكر إسمي على لسان الصغار في مكة، واللات والعزة إن رأيته لأضربن رأسه بهذا الحجر، أفي مثلي وأنا بنت سيد بني عبد شمس يقال الهجاء والسب، فقال ابو بكر: هل ترين عندي أحدا؟ فقالت: أتهزأ بي، ما أرى عندك احداً، قل لمحمد إذا رأيته، لأهجونه كما هجاني مذمما أبينا، ودينه قَلَينا، وأمره عصينا.ثم إنصرفت. فألتفت أبوبكر للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: بأبي أنت وأمي ألم تكن تراك؟ قال: (لا يا أبا بكر إن الله أخذ بصرها فلم تراني، عندما إقتربت ووقفت جاء جبريل ووضع جناحه بيني وبينها، ألم تسمعها يا أبا بكر لم يهدها الله للنطق باسمي فلقد قالت مذمماً وأنا محمدٌ ولست مذممٌ.) هكذا كان يعصم اللهُ رسولَه من أعدائه بالفعل والقول فلم تستطع ان تصل للنبي صلى الله عليه وسلم بأي شيء.