أشتد غضبهم وجمعوا شيوخ قريش وذهبوا إلى أبي طالب وقالوا له: يا أبا طالب إما أن تمنعه أو يكون لنا معه شأن آخر؟ فتذكر وصية أبيه فخاف على النبي أن يصيبه شر، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا إبن أخي إن قومك كلموني فيك أكثر من مرة وقد حمي أمرهم اليوم فهم يرجون مني أن آخذ على يدك وأمنعك، او سيعادونني وإياك حتى يهلك أحد الفريقين يا ابن اخي: قد لبثت من العمر ما لا يخفى عليك فلا تكلفني من الأمر ما لا أطيق، فقال له صلى الله عليه وسلم: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه) فقال له: إمضي يا محمد لما أمرت به فوالله لن يصلوا إليك بسوء حتى أوسد في التراب، فجن جنون قريش فإجتمعوا واتفقوا على ان كل عشيرة تعذب من تحت يدها، اذا دخل في دين محمد حتى يرجعوا عن هذا الدين.