تهديد ابو جهل للنبي

قال أبو جهل: يا محمد لقد فارقت دين آبائنا، وسفهت أحلامنا، وعبت آلهتنا، فلماذا تصلي عند كعبتنا؟ فأنا أنهاك أن تصلي وإن رأيتك نالك مني ما لا ترضى، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وزجره وتوعده: (إن أعدت تهديدك يا ابا جهل مرة أخرى لأنالنَّ منك ما لا ترضاه)، فغضب وقال: يا إبن أبي كبشة يا يتيم أبا طالب يا راعي الغنم لقومه، أنت تهددني وأنا أكثر قريش نادياً وانصرف، وبلغ قريش تهديده؛ ان رأيته لأخذن حجر أرضخ به رأسه. وفي اليوم الثاني كان النبي يصلي، فقالوا: يا أبا جهل أين وعدك؟ فقام إلى حجر كبير واقترب منه، ورفع الحجر، واذا بأبي جهل يرجع القهقرى فتشنجت يداه ولا يستطيع أن يلقيه وانتقع وجهه وتيبس في مكانه ولم يملك بوله فسال على ساقيه. فقالوا: ويلك ما هذا؟ فقال لهم: بل ويلكم أنتم ألم تروا ما رأيت؟ عندما اقتربت رأيت عند رأس محمد فحل فاتح فاه لو إقتربت خطوة لإبتلعني أنا والحجر له أنياب لم أرَ مثلها لفحل قط، ثم هب بيني وبينه وادٍ من لهب، فيه فَراش يطير كله له زبانية. فقالوا: قد سحرك محمد، ثم رجع إلى بيته وهو يرتعد من الخوف. واخبر من كان مؤمن ويكتم إيمانه النبي بما حصل فتلى قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى؛ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى، إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى، عَبْدًا إِذَا صَلَّى، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى، أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى، أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى؛ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى؛ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ؛ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ؛ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ؛ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}. كانت قد نزلت أمس.
🌾🍇🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *