تفاوض مع قريش

جلس وجهاء قريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقاش، ويسمع عروضهم ويرد عليهم، عل الله يُلَيِّن قلب واحد منهم فيؤمنظ، فجاء عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه رجل فقد بصره ويحمل عصاه في يده يدك بها على الأرض، فسأل عن النبي، وكان يريد من النبي صلى الله عليه وسلم أن يزداد إيماناً، اشتاق لكلام الله، ولما سمع صوت النبي يتكلم معهم قال: السلام عليك يا رسول الله، علمني مما علمك الله، في هذه اللحظة كره النبي هذه المقاطعة، لأنه يحاول أن يستميل قلوب قريش لعل الله يهديهم،واستمر بحديثه كأنه لم يسمعه، ولم يعطيه إهتمامه، فأدار جانبه لجهة ابن أم مكتوم، وإستقبل سادة قريش، فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم بعتاب الله بسورة تصف حال المشهد، سماها عبس، فكانت درسا للمشركين قبل المؤمنين. فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآيات، {عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَن جَاءَهُ الأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى، أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى، فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى، وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى، وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى، وَهُوَ يَخْشَى، فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى، كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ، فَمَن شَاء ذَكَرَهُ، فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرَامٍ بَرَرَةٍ}، فكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان جالسا ًودخل عليه إبن أم مكتوم وقف وإبتسم وفتح ذراعيه وقال: (يا مرحباً يا مرحباً بمن عاتبني فيه ربي) وكان يكرمه غاية الإكرام ويجلسه بجانبه، وكان كثيراً ما يقرأ في صلاته الجهرية عبس وتولى. ويقول له إبن أم مكتوم: تمنيت أن الله لم ينزلها، من أنا حتى يعاتبك الله فيَّ يا رسول الله؟ فكان النبي إذا أراد أن يخرج إلى غزوة يوليه على المدينة.
🌾🌸🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *