اتهامه بالسحر

قال الوليد ابن المغيرة: ألا أكفيكم محمداً قالوا: بلى، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يفاوضه ويجادله، فلما إنتهى، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أفرغت يا أبا خالد؟فاسمع مني) وقرأ عليه آيات من القرآن الكريم، فخرج الوليد متغير اللون متأثر، وذهب اليهم، فقالوا: ما الخبر؟ قال: يا قوم لقد سمعت من محمد كلام ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، قالوا: لقد سحرك محمد. فتركهم وذهب إلى بيته، فقال أبوجهل: أنا سأتصرف فذهب اليه فقال: يا عم كم حزنت من كلام سمعته من قريش، يقولون عرضنا على محمد المال والملك فرفض ونظن أن الوليد ذهب لمحمد، ويطمع بالمال فيكون من أتباع محمد، فيتقاسمه مع محمد. فغضب وقال: قم بي إلى قريش، فقال: تزعمون أن محمداً مجنونٌ او كاهنٌ، او شاعرٌ، او كاذبٌ فقالوا: أوجز، قال: أعتقد أن محمدا ساحر لنبعث لأهل مكة والقبائل خارج مكة رجالٌ، ونقول: أن محمداً ساحر، وقد تفوق على جميع السحرة. فحزن النبى صلى الله عليه وسلم من هذا الكلام، فأنزل الله عز وجل جبريل بالآيات. {بسم الله الرحمن الرحيم، ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا، وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا، وَبَنِينَ شُهُودًا}، إلى قوله تعالى، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ، لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ}. فلما سمعها قال: ألا يعلم محمد أني أشرف ألاشراف. فأنزل الله فيه من سورة القلم: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، إلى قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} فلما سمعها ذهب الى أمه ووضع السيف على رقبتها قولي: من أبي وإلا قطعت عنقك، فقالت له الصدق: هو الراعي فلان، فأرجع السيف لغمده ثم خرج، ومع هذا أصر على الكفر، وتحقق فيه وعد الله بالوسم، فيوم غزوة بدر جاء أحد الأنصار، وضربه بالسيف فقطع أرنبته أنفه فبقي حتى مات.
🌾☘️🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *