الهجرة الثانية للحبشة

لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه في حماية من أهله، خاف على الصحابة الذين ليس لهم عشيرة تحميهم، وكان الذين هاجروا أول مرة رجعوا بعد إسلام عمر بن الخطاب ووجدوا الأمور أسوأ من قبل، فأمرهم بالهجرة الثانية الحبشة ووضع عليهم أمير ابن عمه جعفر رضي الله عنه، فخرج (83) رجل وبضعة عشرة امرأة. وعاشوا في الحبشة وأخذوا يعملون فيها وكانت أخلاقهم رفيعة، ومعاملتهم طيبة، وأحترموا قوانين البلاد، وأهلها؛ فأحبهم أهل الحبشة، وعاملوهم معاملة طيبة، ووصلت الأنباء من الحبشة إلى مكة أن المسلمين في أمن، واستقرار، وحياة طيبة، فاغتاظت قريش، وجن جنونها. قالوا نرسل رجلين يحسنان السياسة، إلى النجاشي محملين بالهدايا لإقناعه بأن يطرد المسلمين من الحبشة، ويردهم إلى مكة فاختاروا عمرو بن العاص، وعبد الله بن ربيعة. فلما وصلوا للحبشة، ووزعوا الهدايا على البطاركة قالوا لهم: أن هؤلاء سفهاء من قومنا فارقوا ديننا، وإنا نريد أن نكلم النجاشي، فأنتم أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يستقبلهم ويسألهم. لانهم يعملون بالسحر، فإذا قابلوا النجاشي سحروه؛
🌾🌸🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *