قرار المقاطعة: قد علموا أن قبائل قريش تريد قتل النبي، فجمعهم ابو طالب فقال لهم: كل واحد منكم يحمل سيفه، ويخفيه في ملابسه، وأمرهم أن يقف كل واحد خلف رجل من سادة قريش، وأخبرهم عن علامة معينة، عندما ترون مني العلامة، كل واحد منكم يرفع سيفه فوق من يقف خلفه. فقام أبو طالب، وأبناء عمه إلى الكعبة، ودخلوا بين أستار الكعبة، وجدرانها ،وعاهدوا الله أنهم لن يسلموا محمد لشيء يكرهه، ما دامت فيهم عين تطرف. ثم أخذ أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم من يده، ووقف معه عند الكعبة، فنادى يا معشر قريش، فأجتمعت عند الكعبة، فقال أبو طالب: يا معشر قريش أتدرون ما هممت به؟ قالوا: لا ثم اشار إلى بني هاشم، فأخرج كل شاب من بني هاشم السلاح من بين ملابسه ، و نظر سادة قريش فوجد كل منهم شاباً قوياً يحمل سلاحاً فوق راسه،
ثم صاح فيهم: والله لو قُتِل محمدا؛ لأقاتلنكم حتى نتفانى نحن، وأنتم. هنا قريش قررت أن تقاطع بني هاشم مسلمهم وكافرهم كلهم سواء بالمقاطعة، ولم يتخلى عنهم إلا أبولهب، وكانت بنود تلك المقاطعة لا نزوجهم ولا نتزوج منهم ، ولا نبيعهم ولا نشتري منهم ، ولا نساعدهم ولا نقبل منهم الصلح حتى يسلموا إليهم محمد للسيف. وإجتمعوا كلهم في شعب أبي طالب