فك الحصار

كان أبو طالب جالسا يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الضيق، والحصار. فقال: (لا عليك يا عم، إن صحيفتهم الظالمة، قد أرسل الله عليها الأرضة فلحست كل ما فيها إلا ذكر الله)، فقال: يا محمد هل ربك الذي يوحي إليك، هو الذي أخبرك؟ قال: (أجل). فقال: إنك لصادق فو الله إنه لا يدخل عليك أحد، وأنت لا تكذب أبداً. فوثب أبو طالب من مكانه مسرعاً، قال النبي: (إلى أين يا عم)؟ قال: سأواجه قريش كلها وكان لا يعلم بموضوع الرجال الخمسه، فدخل لنادي قريش، وهم يتجادلون، نمزقها لا نمزقها
فسكتوا، فقال: لقد مضت بيننا وبينكم أعوام ثلاثة، فليجتمع كل سادة قريش، فإجتمعوا قال: أحضروا الصحيفة، فأحضروها من الكعبة، قال: يا قوم لقد أخبرني محمد، وكلكم يعلم أن محمد لا يكذب لقد أخبرني بأن الله، قد أرسل على صحيفتكم الأرضة فلحست كل ما فيها إلا اسم الله ولم يبقَ من ظلمكم وقطيعتكم شيء. فضحكوا وصاروا يسخرون من كلامه، قال: لا تعجلوا يا قوم، وإسمعوني إن كان محمداً صادقاً فيما قال، فعلينا أن ننهي هذه القضية، وإن كان قد كذب؛ فيما قال، أسلمه إليكم الآن تضربوا عنقه فوافقوا، والصحيفة أمامهم ملفوفة ومختومة، ففتحوها ووجدوا انه لم يبقَ من الكتابة إلا (باسمك اللهم) والختم عليها.
فقالوا: هذا من سحر ابن أخيك فقام زهير، وسلّ سيفه ومعه باقي الرجال وقالوا: والله لا نبرح هذا المكان حتى نمزق هذه الصحيفة ويخرج بنو هاشم، فمزقت وخرج من الحصار.
🌾🌹🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *