اسلام وفود الجن

قال ابن مسعود: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا إقتربنا من الحجون، خط لي برجله في الأرض وقال: (إجلس هنا ولا تتجاوزه، ولا تُحدِثنّ شيئاً حتى آتيك، لا يروعونك). فاستقبَله رؤوساءُ الجنِّ وأخذ يصافحهم ،وجلس إليهم، ثم جاءت أفواجهم كأنها سحاب قال كأنهم الزط، سود يركب بعضهم فوق بعض حتى إقتربوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فازدحموا عنده وحجبوه عني فلم أعد أره، ركوب فوق بعضهم البعض، سواد فوق سواد إلى السماء، وأمضى الليل كله معهم حتى الفجر، فسمعت لهم أزيزاً وأصواتاً، وأخذوا ينقشعون كأنهم سحابة تتلوها سحابة، وبايعوا الرسول على الإسلام، وودعوه ووقف أميرهم عمرو ممسكاً بيد النبي لا يريد أن يفارقه، فقال له: (إذهب يا عمرو فإن الله سَيَمُدُّ في عمرك وتموت في أرض فلاة ويدفنك خير رجل في أمتي آنذاك)، فلما تقدم مني رسول الله مددت يدي كي أصافحه فوجدت يده حارة جداً فقلت بأبي وأمي أنت يا رسول الله ما هذا؟ قال: (من مصافحت إخوانك من الجن، فإنهم مخلوقون من نار) فقال: يارسول الله سمعت أزيزاً، وسمعت أصواتاً، قال: (أمّا تلك الأصوات فسلامهم عليّ، وهم يودعونني مرتحلين إلى بلادهم)، قال: سمعتك تقول ولكم كل عظم وروث، فقال: (أخبرتهم بعد إسلامهم، أنه لا يحل لهم أن يعتدوا على طعام مسلم فيأكلوا منه، فقالوا: يا رسول الله يضيق بنا الرزق،
(فقلت لهم: لكم كل عظم وروث، أما كل عظم، فلكم أن تجدوه مكسواً لحماً كما كان)، ثم أخذني النبي وأراني مباركهم ، وآثار نيرانهم، فقد صنعوا طعاماً وشربوا شرباً في جلوسهم عند النبي صلى الله عليه وسلم.
🌾🍏🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *