سمع الأصمعيَّ جاريةً أعرابيَّةً تنشد شعراً حسناً فقال لها: قاتلكِ الله ما أفصحكِ،
فقالت له: أويُعد هذا فصاحة مع قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} فجمع في آيةٍ واحدةٍ بين خبرين وأمرين ونهيين وبشارتين. فالخبران: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى وقوله: فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ، والأمران: أَرْضِعِيهِ وفَأَلْقِيهِ، والنهيان: وَلَا تَخَافِي، وَلَا تَحْزَنِي، والبشارتان: إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ.