موقف قريش من خبر الاسراء

قال المطعم بن عدي: يا إبن أخي كل أمرك كان قبل اليوم أمّمة، أما اليوم فلا واللات لا أصدقك أبداً، لقد جاوزت العقل والمنطق، إنا لنضرب بطون الإبل صعوداً إلى بيت المقدس شهراً ورجوعاً شهراً فكيف تزعم أنك أتيتها في ليلة؟ فقاطعه أبو جهل قال: إن كنت جئته الليلة صفه لنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فكربت كربة لم أكرب مثلها من قبل، فإذا بجبريل يقف أمامي فيضرب الأرض بجناحه حتى إستوت، ثم قرب لي بيت المقدس، حتى أن بيت المقدس عند دار عقيل بن أبي طالب، فأخذت أنظر إليه واوصفه بابا بابا، وسارية سارية) قال: أبو جهل أما الوصف فنعم، ولكن أخبرنا إن لنا قافلة قادمة من الشام هل مررت بها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم لقد مررت بها، إن لكم قافلتان أما القريبة عند التنعيم، والأخرى عند بئر الروحاء، أما قافلتكم عند التنعيم يتقدمها جمل أورق، عليه غرارتان أحدهما سوداء والأخرى بيضاء، وعندما مررت من فوقهم، جفلت العير من صوت البراق فوقع لهم جمل أحمر فكسر ساقه) قالوا: متى تصل القافلة إلينا؟ فقال: (تصل إليكم يوم الأربعاء عند شروق الشمس) فقالوا: إذن موعدنا شروق شمس يوم الأربعاء، فرجع النبي إلى داره وإنفض الناس وحديثهم الإسراء به إلى بيت المقدس، وفي الموعد أرسلوا إلى النبي فجاء ووقفوا ينظرون، وإذ برجل يصيح هذه العير قد اقبلت،فاسرعوا إليها، وإذ يتقدمها جمل اورق، فسالوهم هل من حدث قالوا: أجل لمّا كان الثلث الأخير من الليل مرت بنا ريح شديدة فجفلت العير، فوقع منا جمل أحمر فكسر، فقال أبو جهل: أشهد أنك لساحر.
🌾🍈🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *