لما سمعت قريش بأقتراب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم؛
جُن جنونها فعقدوا مؤتمر في دار الندوة، دعو اليه كل ذي شرف من القبائل وتكتموا على الخبر،
فجاء إبليس لعنة الله عليه، ووقف على باب دار الندوة بصورة شيخ نجدي،
فقال أبو جهل: من الرجل قال: شيخٌ من نجد، سمعت بمؤتمركم، فأحببت أن أشهده ولعلكم لا تعدمون رأياً عندي.
قال: نِعمَ الرجل فدخل وجلس بصدر المجلس،
وأخذوا يتداولون الرأي، فقال قائل: نحبسه حتى يموت فنكون قد قطعنا بينه وبين أصحابه.
فقال إبليس: ما هذا لكم برأي إنكم لتعلمون حب أصحابهِ له، ولو سمعوا أنه محبوس جاؤوكم وقاتلوكم حتى ينقذوه.
فقال آخر: نخرجه وننفيه من مكة، فإعترض إبليس هذا ما تخافون منه، سينزل على أهل يثرب وأصحابه وعند ذلك تقوى شوكته ويأتيكم ويغزوكم،
فقال أبو جهل: إن لي رأياً نأخذ من كل قبيلة شاب قوي ذو نسب ثم يعطى كل واحد منهم سيفا صارماً، فيضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، فلا يقدر بنو هاشم على حربهم جميعاً ويرضون بالعُقل ( الدية) فإبتسم إبليس، وإنشرح صدره وصفق نِعمَ الرأي هذا، وفُض الإجتماع على العمل بهذا القرار.
فجاء جبريل عليه السلام واخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤامرة، وقال: جهز نفسك في وسط النهار، ولا تنم هذه الليلة في فراشك، وإنتظر حتى يكون وسط الليل، فيكون الخروج.