جاء وقت الظهر فقام صلى الله عليه وسلم
فتقنع بثوب وإتجه إلى دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليخبره،
فلما رآه أبو بكر قال: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، ما جاء بك بهذه الساعة إلا أمر حدث؟
قالت عائشة: فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله قال له: (أخرج عَنِّي من عندك)
فقال ابو بكر: فداك أبي وأمي إنما هم إلا أهلك ما الخبر؟
فقال: (إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة)
فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله، فقال له النبي: (نعم)
تقول عائشة: فجهش أبو بكر بالبكاء، فلا والله ما علمت أن أحداً يبكي من الفرح، قبل أن رأيت أبا بكر يبكي يومها.
وكان ابو بكر رضي الله عنه، عندما أراد الهجرة وقال له النبي: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً).
اخذ يخطط ويستعد للهجرة، فذهب واشترى راحلتين، وجعلها عند رجل من المشركين ليرعاهما وهو عبد الله بن أريقط، لكي لا يلفت الانتباه.
ثم قال: يا نبي الله هاتين الراحلتين قد كنت أعددتهما لهذا اليوم، خذ واحده منهما،
فقال: (ولكن بثمنها يا أبا بكر)، قال: نعم رضيت فقال النبي: (وأنا قبلت كم ثمنها يا ابا بكر؟)
قال: (٤٠٠) درهم، فقال: (هو لك في ذمتي).
تقول اسماء بنته: كان ابي من الأثرياء يملك (٨٠٠ ألف درهم). فأنفقها على رسول الله والدعوة إلى الله وعلى المسلمين المستضعفين، فلما هاجر لم يكن معه إلا (٥ ألاف درهم)، فوالله لما هاجر اخذها معه ولم يدع لنا شيئا.
عن أنس رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حب ابي بكر واجب على امتي).