وإتفق النبي صلى الله عليه وسلم مع الصديق أن يختار غار ثور،
في تلك الليلة وضعت الخطة، وطلب منه أن يختار دليلاً للطريق يكون خبيراً، فوقع إختيارهما على عبد الله بن أريقط، كان خبيراً بالصحراء محنكاً ومميزاً جدا بخبرته، رغم انه مشرك،
ورجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته، وقال لعلي رضي الله عنه: (يا علي إني مهاجر هذه الليلة، وعليك أن تبقى أنت من بعدي هنا، فإن لقريش عندي أمانات وودائع)
جلس صلى الله عليه وسلم مع علي وقال: (هذه لفلان، وهذه ملك فلان، وهذه لفلان وفلان) اخذ معه وقتا طويلا حتى العشاء،
وفي هذا الوقت جاءت قريش بشبابها الأقوياء كما إتفقوا ينهالون من كل مكان وأحاطوا بالدار إحاطة السوار بالمعصم. فحاصروا بيت النبي بالكامل.
[ان الأمر لعجيب، هم يعلمون أنه الصادق الأمين، فصاحب الخلق عظيم يعلم أنهم قد وضعوا ايديهم على دار كل مسلم قد هاجر، وأخذت قريش أموالهم وممتلكاتهم، وسيأخذون داره، وقد فعلوا فلقد أخذها عقيل بن ابي طالب حينها وباعها، ومع كل هذا، رد الأمانات إلى أصحابها، ديننا يأمرنا أن نعامل الناس بما أمرنا الله، لا بما يعاملوننا به، فنحن المسلمين نعامل الله سبحانه].