في غار ثور

لما أرادا أن يدخلا الغار قال الصديق:

بأبي وأمي لا تدخله حتى أستكشفه لك فقال صلى الله عليه وسلم: (أتحب يا أبا بكر إن كان به شيء أن ينزل بك قبلي)؟

قال: نعم لا أراك تصاب بمكروه، فنزل وتفقده فلم يجد شيئ الا شقوق بين الصخور، فأخذ يمزق من ثوبه، ويحشوها ليمنع دخول كائنات مؤذية ثم قال: أدخل يا رسول الله فدخل وكان المكان مظلماً، ومن شدة التعب وضع رأسه على قدم الصديق ونام، وبقي الصديق سهران خوفاً على رسول الله حتى طلع الفجر وإنتشر النور،

نظر النبي إلى أبي بكر، وعليه قطعة قماش تستر عورته فقط، قال: (يا أبا بكر أين ثوبك؟)

فإستحى وقال: سددت هذه الشقوق خشيت أن يخرج منها ما يؤذيك فبكى النبي حتى إبتلت لحيته،

ثم رفع يديه وقال: (اللهم إن الصديق قد أَوجَب اللهم إن الصديق قد أوجب، فإجعله معي في درجتي حيث كنت في الجنة)،

عاد رجال قريش تبعا للاثر فصعدوا الجبل، في وضح النهار ، حتى وصلوا باب الغار،

قال أبو بكر للنبي: بأبي وامي انت يا رسول الله، لو نظر أحدهم من موضع قدميه إلى فم الغار لأبصرنا،

فقال صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر ما ظنك بإثنين الله ثالثهما) .

وقال تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا}

فسمع أبو بكر حديثهم يقولون لبعض ألا نفتش الغار وندخل فيه لنرى؟

فقال ابو جهل: ألا تروا ما بباب الغار؟ إن عليه نسيج عنكبوت من قبل أن يولد محمد؛ وأنظروا إلى الحمامتين لو كانا قد دخلا الغار، ألا تهجان؟ ألا يمزق نسيج العنكبوت؟ أحذركم وأياكم أن تدخلوا إلى الغار ولا تقتربوا منه فيكون فيه ما يؤذيكم إرجعوا وإبحثوا في غيره، وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وقد رأى الحمامتين وسمع ما يقول المشركون، رفع يديه وبارك عليهما ودعا لهما، فنزلت الحمامتان إلى الحرم.

🌾
🍒
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *