خروجهم من الغار

بقيا في الغار ثلاثة أيام، الى ان خفّت حدت البحث فإطمئن النبي وقال لأبي بكر:

(إنزل يا أبا بكر وأنظر موعد عبد الله بن أريقط)،

فنزل وإختبئ حتى ظهر عبدالله أولاً وكان أبو بكر يراقب حتى إذا وجده ينتظر ، ظهر له أبو بكر وإستطاع أن يعرف منه صدق النية،

فلما تأكد منه قال: إنتظرني ها هنا ثم غاب أبو بكر ورجع بالنبي صلى الله عليه وسلم وقدم إليه أحسن الناقتين فركبها صلى الله عليه وسلم وأطلق عليها إسم القصوى إنطلق صلى الله عليه وسلم يصحبه أبو بكر وخادمه والدليل عبدالله بن أريقط.

فلما كانوا على بعد قليل من مكة أبصر بهم رجل من بني مدلج سيد قومه هو سراقة بن مالك المدلجي، وحديث بني مدلج محمد وصاحبه والجائزة (٢٠٠) ناقة من حمر النعم

فجاء الرجل مسرعا يلهث، يا سراقة لقد أبصرت سواد في طريق الساحل بين الثلاثة أشخاص أو أربعة لا آراهم إلا محمد وأصحابه، فغمزته بعيني أن أسكت ثم قلت: لا ليس محمد وصحبه هذا فلان وفلان ذهبوا ونحن نعلم وهم يبحثون عن ضالة لهم

وشغلت القوم بحديث بعيد عن الموضوع، ثم خرجت من مجلسي فلم يسألني أحد لماذا قامت؟ فدخلت الدار وأمرت خادمي أن يأخذ فرسي وأن يضعها بعيداً عن نظر القوم، ثم أخذت رمحي فجعلت زجه بالأرض وأخذت أخط برمحي الأرض، حتى وصلت إلى فرسي فركبتها فما زالت تقربني إلى طريق الساحل حتى رأيت محمد وصحبه فدنوت منهم حتى هممت أن أرمي برمحي فعثرت بي فألقتني عن ظهرها، فقمت فزجرتها ثم ركبتها حتى دنوت منهم وأصبحت أسمع قراءة محمد وهو يقرأ القرآن حتى لو ألقيت برمحي لأصبته فساخت يدا فرسي في الرمال وتوقفت.

🌾
🍈
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *