فعلمت أنه ممنوع فقلت: يا محمد أنا سراقة بن مالك وها أنا قد أدركت قف أكلمكم
فسمعته يقول لأبي بكر ولم يلتفت (قل له يا ابا بكر ماذا تبتغي منا؟) فقال: أكلمكم قال: ماذا تبتغي منا؟
قال: يا محمد قد علمت أن أمرك ظاهر، أريد منك كتاب عهد وميثاق ألقاك به يوم تفتح مكة،
فقال رسول الله لأبي بكر: (أكتب له كتاب وألقيه إليه)
فقلت: يا محمد يا إبن سيد قومه قف أكلمك، فوقف وإستدار وكان لا يلتفت صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد أن يلتفت إلتفت بكلّه قال: (نعم يا سراقة؟) قلت: إن معي مال وطعام أعرض عليكم مساعده
فقال النبي: (لا حاجة لنا بمالك ولا طعامك) قال: هذا سهم من كنانتي يعرف بريشتي ستأتون على غنم لي مع الراعي خذوا منها ما شئتم فقال له صلى الله عليه وسلم: (بارك الله في غنمك لا حاجة لنا بذلك)
قلت: يا محمد إني على يقين بأن أمرك ظاهر وإني أعلم أنك دعوت عليّ وعلى فرسي حتى ساخت بالرمال فإدعوا الله أن يطلقها وسأرجع ولن يأتيكم مني شر أبداً وهذا كتاب عهد بيني وبينك،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إن كان صادقاً فأطلق له فرسه) فنفضت يداها من الرمال، وخرج لهم غبار ملء السماء كأنه دخان، ثم قال لي رسول الله: (عمّي عنا الأخبار من هذا الوجه، وإن كانت قريش جعلت لك مئة ناقة من حمر النعم فأنا أقول لك يا سراقة لك سواري كسرى إن أنت وفيت).
فلم أكذبه ولكن قلت رجل مطارد من قومه يلجأ إلى غار يختبئ به ثلاثة أيام يبشرني بالظهور على كسرى إن أمره لعجب، رجع سراقة وكل ما لقى شخص بالطريق يقول: كفيتم هذا الوجه إرجعوا إبحثوا في غيره.