اعداد وتجهيز المجاهدين

الغزوة يكون على رأسها النبي صلى الله عليه وسلم وعدد لا يقل عن ثلاثمئة مقاتل

واما السرية يولي عليها من يختاره من الصحابة بعدد لا يتجاوز الثلاث مئة رجل،

أخذ يجهز أصحابه منذ أن نزلت الآية،

فقرر صلى الله عليه وسلم، أن يقطع على قريش طريق تجارتها، جزاءً بما كسبوا فأموال المهاجرين أصبحت في أيديهم فأرسل أول سرية في رمضان، ولم يفرض الصيام بعد، فإختار صلى الله عليه وسلم عمه حمزة بن عبد المطلب، وعقد له اللواء وبعث معه ثلاثين رجلا كلهم من المهاجرين، ليعترضوا عير لقريش، ووصل إلى منطقة سيف البحر ليعترضها، وكان في حماية القافلة أبو جهل وثلاثمئة رجل، فلما إصطفّوا للقتال وإستعد الفريقان خرج مجدي بن عمرو، وكان قد إلتقى الفريقان في أرضه، فوقف وحجز بين الفريقان وأقسم عليهم أن لا يتقاتلوا، وقد شعرت قريش بالخوف، وظنوا أن هذه السرية مقدمة لجيش المسلمين وأن عددهم أكبر من ورائهم، فقبلت قريش الرجاء، وإنصرف الفريقان من دون قتال، فكانت تمرين من الله للمسلمين على القتال، فلما رجعوا وذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، شكر لمجدي هذا الصنيع لقلة عدد الصحابة، وبعدهم عن ديار المسلمين فلا يصلهم المدد.

وفي آخر رجب عقد صلى الله عليه وسلم لواء لابن عمه عبيدة بن الحارث في ثمانين رجلا أيضاً من المهاجرين وأرسلهم إلى سيف البحر ليقطعوا تجارة اخرى لقريش فما أن وصلوا وتراشقوا بالنبل، كان أول سهم رماه الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وقد أصابوا من بعضهم، وظنت قريش أيضاً إنما هو طليعة لجيش، فهربت وكان على رأسها أبو سفيان ومعه مئتي رجل، فهذه السرية أعطت معنويات للمسلمين، وتوالت السرايا والغزوات وشاعت الأخبار، فأصبح الناس يتحدثون أن محمد وأصحابه قد قطعوا تجارة قريش وهزموهم يوماً من الأيام، ففي عام واحد خرج بنفسه صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وعقد لأصحابه اللواء ست مرات واجهوا فيها قريش، بعضها وقع فيها التناوش وبعضها فلتت العير وكان هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يظفر بتجارة قريش لا طمع في المال فقط

ولكن إضعافا لقريش، ونصرة لأصحابه، وتعويضا لهم عما فقدوه.

🌾
💐
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *