في أثناء انسحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الجبل عرضت له صخرة فلم يستطع أن يصعد عليها، من كثرة جراحه فقد أصيبت ركبته
فجلس تحته طلحة بن عبيد الله رغم جراحه رضي الله عنه وارضاه وقال: أصعد على ظهري يا رسول الله، فصعد على الصخرة، ثم رفع يديه للسماء وقال: (اللهم إني أشهدك أن طلحة قد أوجب)، استقر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسملون في الشعب،
وقامت قريش بآخر هجوم بقيادة أبو سفيان، اذ حاولوا أن يصعدوا الجبل، ويكونوا فوق المسلمين، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم انه لا ينبغي لهم أن يعلونا)، فأخذ سعد يرميهم بالسهام، وانطلق اليهم عمر بن الخطاب ومعه مجموعة من المسلمين حتى أهبطوهم من الجبل، فرجعوا الى معسكرهم، وبدأوا يستعدون للعودة الى مكة، واشتغل بعضهم بالتمثيل بقتلى المسلمين، في هذه الأثناء ألقى الله النعاس على الصحابة، رحمة بهم، فرفعت قريش قتلاهم كي يدفنوهم، وما إن وقفوا على جثة شهيد من المسلمين إلا ومثلوا بها
فجاءت هند الى جثة حمزة، ورفع وحشي الحربة من بطنه فقالت: مزقه وأخرجت كبده، وحاولت أن تمضغها وتبتلعها فلم تستطع، فقطعت اذن حمزة وانفه وأنوف وآذان عدد من كبار الشهداء كمصعب، وعبدالله بن جحش، وغيرهم وجعلت منها قلادة في عنقها لتدخل بها مكة لتتفاخر وتقول: هذه أنوف وآذان أصحاب محمد، فأخذت قريش يقطعون الآذان والأنوف والفروج ، ويشقون البطون، وابو سفيان أخذ حربته وعكسها فأخذ يدق فك حمزة السفلي من عند العنق للفك ويقول: ذق عقق، فلما رآه الحليس قال: ما هذا ابو سفيان؟ قال ابو سفيان: ويحك اكتمها فقد كانت زلة، فصرخ به الحليس وقال: ما رأيت اليوم من عجباً سيد بني كنانة و سيد قريش يفعل هذا بأبن عمه لحماً؟ فقال: ويحك لا ترفع صوتك، أكتمها عني فقد كانت زلة.