تفقد شهداء أحد

: قام صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه فألتفت يميناً وشمالاً

فقال: (أين عمي أين اسد الله حمزة؟ أين حمزة ما كان ليفر،أين حمزة، أين اسد الله؟)

فسكت الصحابة، فكررها، (مالكم لا تجيبون؟أين اسد الله؟) ثم نزل لسفح الجبل،

فأراد صحابي أن يكسر قوة الصدمة للنبي فلحق النبي وقال: يا رسول الله سمعت قائلاً يقول، أنه عند الصخرة تلك قد أصيب حمزة، فلا ندري أجريح هو أو غير ذلك؟ فهرول النبي صلى الله عليه وسلم اليها فسبقه رجال إليها، وهم يعلمون أن حمزة قد اصيب،

فلما رأوا المثلة، ذهلوا وقالوا: لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يراه النبي الآن؟فأستقبلوا النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يرى حمزة،

وقالوا: يا رسول الله أحتسب عمك عند الله، قال: (أبتعدوا أرونيه)، فزاح له الصحابة، فوقف عند جثته، وكانت صدمة ما بعدها صدمة، نظر إليه، وسكت طويلاً، قالوا: مع هذا الصمت ما راعنا إلا والنبي ينادي بأعلى صوته، أرتج لصوته الجبل: (عمااااااه) وبكى بكاء شديداً، ما رأيناه باكياً قط أشد من بكائه على حمزة، ثم قال وهو يبكي: (ما أصبت بمثلك ابداً، وما وقفت موقفاً أغيظ علي من هذا، والذي أرسلني بالحق لأن اظهرني الله على قومك يوماً لأمثلنا بسبعين من رجالهم)،

فتعاطف معه أصحابه، واخذوا يقسمون بالله لان أظهرهم الله على قريش ليمثلون بهم مثلةً يتحدث عنها التاريخ.

فهبط جبريل فوراً، والنبي واقف على جثة حمزة، لم ينقل قدمه من موضعها، فأخذته الغشية، فعلموا أنه يوحى إليه، وإذا بالله جل في علاه يقول له:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}

[اي عاقبوهم بالقتال فقط]، فقال: (سمعاً وطاعة يارب)، ثم تلا الايات على أصحابه، وقال: (نصفح ونصبر، وإن اظهركم الله يوماً على قريش فلا تمثلوا بهم)، ثم بشرهم لن تنال قريش منكم حتى تستلموا الحجر.

🌾
🍁
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *