دفن سيد الشهداء حمزة

بعد نزول الآيات، كفر عن يمينه صلى الله عليه وسلم، وكان دائما يوصي أصحابه: (أياكم والمثلة)، وقال: (رَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، وَرَأَيْتُ فِي ذُبَابِ سَيْفِي ثَلَمًا، وَرَأَيْتُ أَنِّي أَدْخَلْتُ يَدَيَّ فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ)،

قالوا: فما أولتها يا رسول الله، قال: (فأما البقر فناس من أصحابي يقتلون، وأما الثلم الذي رأيت في سيفي، فهو رجل من أهل بيتي يقتل)، فنظر بمقربة من حمزة فإذا هو مصعب بن عمير، ومثل به، فوقف على جثته، ثم بكى حتى أبتلت لحيته، وسُمع صوته بالبكاء، واخذ يخاطب جثة مصعب، وهو يقول: (لقد رأيتك يوما في مكة، وأنت أنعم فتى في مكة وأجملهم حلة واطيبهم ريحاً)،

فلمح النبي عمته صفية أخت حمزة من بعيد تشق صفوف القتلى تبحث، فنادى النبي على الزبير:(دونك المرأة)

فأسرع وقال: يا أماه إن رسول الله يأمرك ان ترجعي، فضربت بيدها صدره وصرخت: يا لكع لقد بلغني ما وقع من أخي من مثلة، وإني احتسبه عند الله، الحمد لله ان رسول الله سالماً،

فجاء الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (دعها) فلما اقتربت نظرت الى اخيها وبكت واحتسبته عند الله، وقالت للنبي: ألا وقد سلمك الله لنا، فلا نبالي بمن عطب الحمد لله انك سالماً لنا، وقد بلغني ما فعل بحمزة فجئت بثوبين تجمع اشلائه بهما،

فنظر النبي بالثوبين وبكى وقال: (ما كان لمحمد رسول الله، أن يكفن عمه بثوبين ويترك مصعب لا ثوب له، اعطوا ثوب لحمزة، وثوب لمصعب)، فقالوا: يا رسول الله إن الثوب قصير، إن سترنا رأسه كشفت ساقيه، وان سترنا ساقيه كشف راسه فقال: (اجعلوا الثوب لرأسه وادفنوه مع حمزة في قبر واحد).

🌾
🌹
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *