حج الى بيت الله رجل صالح(عالما بالحديث وقارئا للقرآن)
فانقطعت به السبل بعد اداء الحج ،فاخذ يبحث عن عمل ليتمكن من العودة فلم يجد،وكان يكتفي بالشرب من ماء زمزم لقلة الطعام معه.
وفي ذات يوم وجد منديل أخضر فيه عقد من اللؤلؤ خارج الحرم ،ففرح به ايما فرح ولكنه تذكر انما هو لقطة الحرم والتي لا بد فيها من التعريف وعدم التصرف بها الا بعد عام ان لم يجد صاحبها.
فاخذ يتردد في اوقات الصلاة عله يجد صاحب المنديل، فاذا برجل ينشد منديلا أخضرا ويعرض لمن وجده مكافأة حسنة .
فقال له: أهذا منديلك ؟ قال :نعم انه هو جزاك الله خيرا واراد ان يكافئه لأمانته فابى ان ياخذ منه شيئا رغم حاجته الملحة. وقال: والله ما كنت لآخذ ثوابا على امانتي الا من الله واخشى ان تحرمني مكافأتك الاجر يوم القيامة.
وبعد مدة يسر الله له السفر بحرا مع جماعة من المسافرين، وبعد مسيرة ايام هاج بهم البحر فتحطمة السفينة وغرق من فيها ،اما هو فسبح مستعينا بخشبة من حطام السفينة الى ان وصل الشاطئ الاخر بعد جهد وعناء شديدين ، ولجأ الى قرية بالقرب من الشاطئ اهلها من المسلمين الصالحين فآووه وأكرموه .فاخذ يؤمهم في الصلاة في مسجد القرية ،
وبعد ايام أصبح هو الامام والمقدم فيهم فأحبوه وبالغوا في اكرامه ثم عرضوا عليه الزواج من احدى بنات القرية .
فقال: لكني لا املك شيئا فانتم تعلمون اني خرجت من البحر لا لي ولا علي .
فقالوا : لا عليك البيت جاهز وسنعينك في تأثيثه وفي اختيار العروس التي تليق بك.
ولما دخل عليها رأى في جيدها العقد الذي وجده في مكة ، فوقف مندهشا ، فسالها من أين لك هذا العقد ؟ قالت: لقد أهداه لي أبي ,فذهب لابيها وسأله هل حججت يوما؟ قال : نعم في السنة الفلانية فقال: أخبرني عما جرى لك في الحج ،فذكرله اشياء ومنها قصة العقد وقال : انا رجل ثري بفضل الله فاشتريت لبنتي الوحيدة عقدا ثمينا من اللؤلؤ هدية لها ،فضاع مني في مكة ،فبحثت عنه طويلا واذ برجل من الصالحين يقول لي: أهذا عقدك ؟ فقلت :نعم انه هو وعرضته عليه مكافاة فابى فشكرته على أمانته وبعد تفكير قلت في نفسي : اذا لقيت ذلك الرجل الامين لأزوجنه ابنتي ولاعطينه ذلك العقد. فقال: انا ذلك الرجل الذي وجد ضالتك. فقال: سبحان الله من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه،وها قد جاءك العقد ومعه العروس .