حكم البكاء على الميت

ثم اكمل السير صلى الله عليه وسلم، الى بيته ومر ببعض بيوت الأنصار، فسمع بكاء النساء، ويذكرن مأثرهم، فهز رأسه، وبكى وقال: (ولكن حمزة لا بواكي له)، فسمعها سعد فما أن وصل النبي صلى الله عليه وسلم على باب مسجده، فأنزلاه السعدان سعد بن معاذ وسعد بن عبادة؛ ثم اتكأ عليهما حتى دخل بيته، ثم امر الصحابة جميعاً ان ينطلقوا الى بيوتهم ويداوا جراحهم،

فأنطلق سعد بن معاذ رضي الله عنه، وجمع نساء الأنصار من بني عبد الاشهل لانه سيد بني عبد الأشهل، قال: والله لا تبكي امرأة منكم قتيلً لها حتى تأتوا باب المسجد، وتبكوا عم النبي، فذهبن وجلسنّ يبكين حمزة عند بيت النبي،

فسمع النبي الصوت فقال: (ما هذا؟)، فقيل له: إنهن نساء بني عبد الأشهل يارسول الله، يبكين حمزة ويذكرنّ مأثره، فخرج وأستمع إليهن، وقال: (رحم الله الأنصار، رحم الله ابنائكم، وخفف عليكن مصابكم، وأخلف الله عليكن فيها خيراً، أرجعن الى بيوتكن مأجورات)، ثم دخل ولكن بقيت النساء يبكين حمزة، وأمر النبي أن يأخروا صلاة المغرب الى العشاء جمع تأخير، حتى تداوى جراحهم، ودخل فنام، فما أستيقظ إلا وقد مضى من العشاء وقت طويل، فسمع صوت بكاء قال: (ماهذا؟) قالوا: هذه نساء الأنصار يبكين حمزة، قال مستغرباً: (منذ الليل؟) فخرج مسرعاً وقال: (كفى، كفى، يا نساء بني عبد الأشهل لقد أوجبتنّ، ولقد واسيتنّ ألا إني أعزم عليكن، وأنا محمد رسول الله، أن لا تنوحنّ على ميت بعد اليوم)، ثم صلى النبي بهم المغرب والعشاء جمع تأخير. فالبكاء مشروع أما النياحة فلا.

🌾
🍑
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *