تحريم الخمر

لم يأتي التحريم فجأة، بل كان بالتدريج كما التشريعات،

فأول ما نزل في الخمر هو قوله تعالى في سورة النحل: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} فيها تمهيد لموقف الإسلام من الخمر، لم يصف السكر بأي وصف، كالرزق وصفه(حسنا)،

وثاني ما نزل في سورة البقرة: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} نزلت كنصيحة للمؤمنين، ان شربه ينتج عنه اضرار كثيرة، وفيه منافع ولكن اضراره اكبر بكثير، وكذلك الميسر.

وثالث ما نزل في سورة النساء:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} نزلت تأديباً، فقام بلال ينادي وقت الصلاة: ألا لا يقربن الصلاة سكران، وكان عمر يقول: اللهم أنزل علينا في الخمر بياناً شافياً،

ورابع ما نزل في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. فقال الصحابة: انتهينا انتهينا، وكسروا آنيتها واهريقت في الطرقات، حتى أصبحت المدينة موحلة كأن مطرا قد نزل عليها. فالأجتناب أشد من التحريم، حرم تصنيعها والعمل فيها، والاتجار بها حتى القرب منها، وتقليد اي عادة لشاربها فهي من وحي ابليس. قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر)،

وقام بتعريف الخمر تعريفاً جامعاً، فقال صلى الله عليه وسلم: (كلٌّ مسكر خمرٌ، وكل مسكرِ حرامٌ) وقال: (مَا أَسْكَرَ كثيرهُ فقليله حرامٌ).

🌾
🍈
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *