غزوة بني النضير

لما رأوا جيش المسلمين، وقد تخلى عنهم حلفائهم من غطفان وبني قريظة ورأس المنافقين ابن سلول، دخلوا حصونهم،

وحاصرهم المسلمون وأخذوا يرمون المسلمين بالسهام وبالحجارة،

ثم أمر النبي اصحابه أن يقطعوا ويحرقوا نخيلهم، لبث الرعب في قلوبهم وخزي لهم، فنادوا من فوق حصونهم: يا محمد ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح، أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر؟

فلم يرد عليهم واستمر الصحابة بالقطع والحرقه، حتى دخل الرعب في قلوبهم، واستمر الحصار ست ليال،

فخرج حيي وقال: يا محمد سننفذ مطلبك ونرحل كما طلبت قال: (لا، اليوم لا أقبله)،

فقال: وماذا تريد يا ابا القاسم؟ قال له النبي: أن تنزلوا على حكم الله ورسوله،

فأخذوا يستغيثون ويستجيرون بالنبي وأرسلوا بالصبية والنساء يبكون بين يديه، فرَّق قلبه فوضع لهم شروط على الجلاء والإستسلام، أن يخرجوا من المدينة، ولا يحملوا إلا ما تحمل إبلهم فقط، ولا يحملوا معهم السلاح ولا حتى سيف واحد وأن يأخذوا ذريتهم، ونساءهم ويخرجوا، قال حيي: يا أبا القاسم، إنا لنا اموال وديون عند الناس، قال له: (تعجل وضع) فكان يأخذ من المئة عشرة، ومن الالف خمسين، فأخذوا معهم ما عز من أموالهم، وعز عليهم أن يتركوا ديارهم، فأخذوا يهدموا بيوتهم، فشاهدهم النبي، فقال لأصحابه:(ساعدوهم في هدم بيوتهم)، فساعدوهم، ثم حملوا متاعهم على ستمئة بعير. وقبل أن يخرجوا قال حيي لقومه والخزي في وجهه: لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين، يشمت بنا المسلمون قالوا: ماذا نصنع قال: أخرجوا الدفوف، ولتلبس النساء زينتها وليغنينَّ، ونخرج نضرب الدفوف في الاسواق، على اننا خرجنا فرحين من دياره، لا غاضبين ولا نادمين فخرجوا ولكن الغيض يقطع قلوبهم ، ولا يملك رجل منهم أن يحمل سيفاً واحد، ووقف محمد بن مسلمة ومعه مئة رجل يفتشوهم حتى لا تخرج معهم قطعة سلاح واحدة، قال تعالى في سورة الحشر:{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ } فخرجوا الى الشام وكان هذا أول الحشر لهم لآخر الزمن، وذهب البعض الآخر مثل حيي الى خيبر، ليستعدوا لمواجهة أخرى، فيما بعد مع الرسول صلى الله عليه وسلم

🌾
🍇
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *