زواج النبي من أم سلمة

بعد غزوة بدر الآخرة: كان ابو سلمة مصاب بجروح في غزوة أحد، وبعد سبعة أشهر توفي متأثرا بجروحه، كان ابو سلمة رضي الله عنه أخو النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاعة، وأول من هاجر الى الحبشة مع زوجته أم سلمة،

فلما مات قال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته: (إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون)

فقالت أم سلمة: يا رسول الله كيف أقول؟ فقال لها: (قولي انا لله وانا اليه راجعون، اللهم اغفر له، اللهم اجرني في مصيبتي وابدلنى خيرا منها)، فقالت مثلما قال النبي، وكانت تقول في نفسها: ومن خير من أبي سلمة؟.

مر عام على أحد، وجاء موعد اللقاء عند بدر، أخذ المسلمون يتهيؤوا للخروج الى بدر،

وفي مكة كان أبو سفيان لا يريد مواجهة المسلمين ويخشاها، ولا يستطيع ألا يخرج لأن ذلك يسقط هيبته عند المسلمين والجزيرة كلها، ولأنه يكره أن يخرج محمد ولا يخرج هو، فيزيدهم جراءة، اتفق مع نعيم بن مسعود من غطفان مقابل عشرين من الإبل إن نجح في مهمته، على أن يذهب الى المدينة ويخوف أهلها بأن أعداد جيش قريش كثير،

فوصل نعيم بن مسعود فوجد المسلمون يتهيئون للخروج، فأخذ يطوف بالمسلمين ويتحدث عن كثرة جموع قريش، واخذ المنافقون يخوفوا المسلمين أياكم ان تخرجوا، احفظوا دمائكم، إن قريش قد جمعت لكم كذا وكذا، فيقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل،

خرج أبو سفيان بالفي مقاتل، حتى يبدوا أمام المسلمين وكل العرب أنه خارج، وهو يعتقد أن نعيم بن مسعود قد نجح في اخافة المسلمين، وأنهم خافوا وجبنوا ولم يخرجوا، وسار بجيشه لمدة يومين حتى وصل الى مكان سوق مجِنَّة ثم وصلت الأخبار أن المسلمون قد وصلوا الى بدر بالف وخمسمائة مجاهد، فخاف من مواجهتم

وقال: يا معشر قريش لا يصلحكم الا عام خصب، وإن عامكم هذا عام جدب، واني راجع فارجعوا، ثم رجعوا واصبح سخرية في الجزيرة كلها، وقال أهل مكة: انما خرجتم لتشربوا السويق، يا جيش السويق،

أقام المسلمون في بدر ثمانية أيام. وهكذا أعادت للمسلمين ثقتهم بأنفسهم وكثير من الهيبة التي فقدوها في أحد وبئر الرجيع وبئر معونة، أنقضت مدة عدة أم سلمة، واستجاب الله دعائها، فتزوجت من النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الزواج رفع للحرج عن الرجل اذا أراد أن يتزوج من زوجة أخيه بعد وفاته.

🌾
🥭
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *