غزوة بني المصطلق

بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن قبيلة بني المصطلق تستعد لغزو المدينة، وسيدهم الحارث ابن ابي ضرار، وهي أحد بطون قبيلة خزاعة التي ديارهما على طول الطريق بين مكة والمدينة، التي أخذت موقفا محايدا للصراع بين المسلمين وقريش، وصنمها مناة ولم تدخل الاسلام، واشتركت مع قريش في احد،

أرسل النبي بريدة بن الخصيب حتى يتأكد من نياتهم، ودخل فيهم وأظهر أنه معهم ويريد عونهم في حربهم ضد المسلمين، وتحدث مع سيدهم وتأكد أنهم يردون غزو المدينة، فعاد وأخبر النبي،

وجهز النبي جيشه، وكان شعاره ما غزي قوم في دارهم إلا ذلوا، فخرج إليهم بسبع مئة مقاتل وثلاثين فارس، وخرجت معه امهاتنا عائشة وأم سلمة، وعقد لواء المهاجرين لأبي بكر ولواء الأنصار لسعد بن عبادة، فسار بجيشه ليلا ويكمن في النهار، شعاره استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، وامامه العيون ليستطلعوا الاخبار،

فامسكوا برجل من بني المصطلق، واخذوه اسيرا للنبي فسأله عن خبر القوم فتكتم، فعرض عليه الإسلام فرفض، فقال النبي: (يا عمر اضرب عنقه) فضربها، وسبق القوم على عين ماء اسمها المريسيع، ماءها ينز نزا قليلا، حتى إذا تجمع نشلوه، وعسكروا هناك، فلما وصل بني المصطلق للعين تفاجؤا بوجود المسلمين، فامر النبي عمر بن الخطاب: (ان نادي بالناس أن يقولوا لا اله الا الله، تعصموا دماءكم واموالكم)، فنادى: هذا رسول الله على رأس جيشه يناديكم، أن تقولوا لا إله إلا الله، فتعصموا دماءكم واموالكم، فرفضوا واصطفوا للقتال، ونادى سيدهم أننا لا ندخل في دين محمد والحرب بيننا وبينكم، وأخذوا يتراشقون بالسهام ساعة من الوقت، ثم أمر النبي أصحابه أن يحملوا عليهم حملة رجل واحد، بهجوم مباغت، فانهزموا سريعا، فقتل منهم عشرة، ووقع رجالهم ونساؤهم في الأسر وغنموا إبلهم ومواشيهم، وحقق المسلمون انتصارا ساحقا وسريعا، ولأول مرة يخرج رئيس المنافقين ابن سلول مع النبي، فجمعت الغنائم، وسال لعاب ابن سلول لها، وجعل عليها حراسة مولاه شقران، وامسكوا الأسرة من الرجال، فلما قسمة الغنائم دخلت النساء في السبي، وقسمت بين الجيش.

🌾🍈🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *