اسلام بني المصطلق

كانت نساء بني المصطلق من اعز بيوت العرب فعز عليهم السبي، فكر النبي كيف ينقذهن، فهيأ الله له السبب،

جويرية ابنة سيد بني المصطلق كانت من نصيب ثابت بن قيس بن شماس، فعرضت عليه المكاتبة على نفسها، ولعلمه أنها لا تملك شيء، فقد أخذت أموالهم قال: نعم اكاتبكِ على ثمانية أواقي من ذهب مقابل أن اعتقك، قالت: فهل تأذن لي، أن أتدبر أمري؟ قال: أجل تدبري امرك،

فخرجت من خيمته، واتجهت نحو النبي في خيمة ام المؤمنين عائشة، فوقفت عند باب الخيمة، وهي فتاة عاقلة راشدة تحسن تدبير الامور، ورأتها امنا عائشة وقالت: والله ما أن رأيتها على باب حجرتي حتى كرهتها،

فقالت جويرية: يا رسول الله سلام الله عليك، قال: (وعليك السلام، من المرأة؟)

قالت: أنا جويرية بنت الحارث سيد القوم، اني قد رأيت رؤيا قبل ان تأتي إلينا، وعلمت اننا مأخوذين وعلمت أن عاقبتها خير لنا، فعلمت أنك رسول الله حقاً؛ فأنا أشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله، انا بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لا يخفى عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، واطلب منك العون فأعني يارسول الله،

فنظر النبي الى عقل حصيف، وقوة شخصية وتدبر لإنقاذ قومها، وشرفها فقال لها: (حباً وكرامة، فهل لك في خير من ذلك؟)

قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: (أقضي كتابك وأتزوجك)

قالت: نعم يا رسول الله قد فعلت، فشاع الخبر بين الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قد تزوج بنت الحارث بن ضرار

فقال الصحابة: أصبح بني المصطلق أصهار رسول الله، فرد كل الصحابة الأسرى الذين في أيديهم الى ذويهم، وكان هذا حدثاً فريداً لم يحدث في تاريخ الجزيرة ولا في تاريخ العالم كله،

قالت امنا عائشة: قال الناس أصهار رسول الله فأرسلوا ما بأيديهم، فلقد أعتق بتزويجه إياها، مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها، فلما رأت بني المصطلق هذه الاخلاق والكرم، دخلوا جميعا في الإسلام،

فاستطاع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الغزوة توطيد هيبة المسلمين في الجزيرة، وبقي النبي اياماً في ديار بني المصطلق، ولكن المنافقون قلوبهم إمتلأت غيظاً خاصة رأسهم ابن سلول لانه رد الغنائم الى بني المصطلق واصحابه المنافقين، ما خرجوا أصلاً إلا لهذه الغنائم، وليس ايمانا فأخذ يترقب فرصة كيف يوقع فتنة بين صفوف المسلمين.

🌾
☘️
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *