فرض الحجاب

لم يكن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يحتجبنَّ عن الصحابة

وكان هذا يغيض عمر بن الخطاب كثيراً، كان يقول للنبي اكثر من مرة: يا رسول الله بأبي انت وامي يدخل عليك البر والفاجر، فلو حجبت أزواجك فلا يراهنَّ احد فيقول له النبي: (لم يأمرني ربي يا عمر)، كان عمر يوماً في الطريق فرآى سودة زوجة النبي، فقال: يا سودة لقد عرفتك، آهٍ لو أطاعُ فيكنّ ما تركت عيناً تراكنّ،

وفي صبيحة زواج النبي بزينب صنع وليمة تكريماً لها لأن الله زوجه أياها من فوق سبع سماوات، ذبح شاة وقال لخادمه أنس: (ادعو أصحابنا للطعام)، قال انس: فأخذت ادعو كل من ألقاه في طريقي فأخذ الناس يأتون افواجاً افواجاً، نضع الطعام فيأكلون ويخرجون، ويأتي افواج يأكلون فيخرجون من شاة واحد أطعم اهل المدينة جميعاً، وبقي طعام فلما انتهى الناس،

قال النبي:(ارفعوا طعاكم)، وبقي ثلاث رجال يتكلمون في حجرة النبي التي اتخذها لزينب، وكان النبي شديد الحياء، فقام واخذ يطوف على حجرات أزواجه يسلم عليهن، فانطلق الى حجرة عائشة فقال: (السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله) فقالت: وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت اهلك بارك الله لك؟ فلم يتكلم، وانتقل الى باقي الحجرات كلهن يقول لهن كما قال لعائشة ويقلن له كما قالت عائشة. حتى رجع الى حجرة زينب فوجد الثلاثة من الرجال قد استرسل بهم الحديث يتكلمون، وزينب جالسة معطية وجهها الى الجدار، وظهرها الى الرجال يعني مستترة، فنظر النبي فيهم وهم يتكلمون فلم يدخل، ثم خرج يطوف على حجرات ازواجه مرة اخرى فلما رجع وجدهم قد خرجوا، قال انس: فوضع رجله اسكفة الباب ورجله الأخرى خارجها وأرخى الستر بيني وبينه، لم يأذن لأنس بالدخول فنزلت ايات عتاب، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ، وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا، وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}، { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ، ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}،

فعز ذلك على ضعاف النفوس فقالوا: سبحان الله أنمنع من الكلام مع بنات عمنا وخالنا؟

فقال احد المنافقين: والله لئن مات محمداً، لأتزوجن عائشة، فأنزل الله تمام الآيات: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا، إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}،

فقالت ازواج النبي للنبي: حتى اذا أهلنا فأنزل الله تعالى: {لّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}،

هنا فرح عمر بن الخطاب بنزول القرآن مؤيد لرأيه،

🌾
🍏
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *