تحريض يهود

أصبحت خيبر بعد انتقال بني النضير اليها أكبر تجمع لليهود٠ كانوا يراقبوا الصراع ويتمنوا أن ينتهي الصراع لصالح الكفار ويتم القضاء على الإسلام، ولكن المسلمون بعد أحد اصبحوا قوة، وكل يوم ويكتسبوا أرضا جديدة ويزداد أعدادهم، فقال اليهود الى متى نقف مكتوفي الأيدي؟ يجب أن نتحرك، فقرروا بخبثهم أن يجمعوا كل القبائل العربية لضربة المسلمين ضربة قاضية وقاتلة لا حياة بعدها‏. فخرج وفد الى قريش وعلى رأسهم حيي بن أخطب اشد الناس عداوة لرسول الله، فوصلوا لمكة وجلسوا مع سادتها، وأخذوا يحرضوهم على غزو المدينة، ويذكروهم بقتلى بدر، وانهم لم يحققوا نصراً في احد، ويقولون: ليتكم قتلتم محمدا واصحابه يوم احد، وأخذ حيي ينفث فيهم سمومه للثأر من جديد ماذا تنتظرون؟ يجيش محمد جيشاً، فيأخذ مكة منكم،

قالوا: له ماذا ترى يا حيي؟ قال: أرى أن نكون نحن وأنتم يداً واحدة عليه، فنحزب الأحزاب، ونباغته في مدينته،

فقال ابو سفيان: يا حيي أنتم اهل الكتاب الأول، وعلى دين سماوي قال: نعم، قال: اناشدك الله الذي تعبد، والكتاب المقدس الذي تقرأ أديننا خيرٌ ام دينُ محمد؟ فأقسم بالله أن دينكم خير من دين محمد، فتشجعت قريش واطمئنت ان دينهم خير، فأطمئنت قلوبهم لحرب رسول الله. فأجابتهم أننا معكم،

ثم توجه وفد خيبر الى قبائل غطفان ودعوهم الى حرب النبي، مقابل أن يعطوهم نصف ثمار خيبر لمدة عامين فاستجاب لهم عدد كبير من بطون غطفان، وقائدهم عيينة بن حصن الفزاري،

وكان قد قام بعمل صلح مع رسول الله، عند عودته من بني المصطلق منتصراً، دون أن يدخل بالاسلام، فأعطاه النبي ارضاً يرعى بها حول المدينة، وتسألوا الصحابة لماذا سايره النبي هكذا؟ فقال النبي: (ان هذا الرجل الأحمق المطاع إذا غضب غضب لغضبه ألف سيف دون ان يعرفوا سبب غضبه)، ثم قال النبي: (إن شر الناس من ودعه الناس اتقاء شره)،

وأخذ وفد خيبر يطوف على كل قبائل العرب الكبيرة، فاستجاب لهم البعض واتفقوا على موعد للتوجه لغزو المدينة،

خرجت قريش وحلفائها بقيادة أبو سفيان في اربعة آلاف مقاتل منهم ثلاث مئة فرس، وغطفان في ثلاثة آلاف مقاتل، وباقي القبائل ثلاثة آلاف بأكبر جيش شهدته الجزيرة، والهدف هو استئصال الإسلام وأهله وقتل النبي، تحركت جيوش العرب لغزو المدينة،

ووصل خبرهم مبكرا للنبي صلى الله عليه وسلم عن طريق عمه العباس كان مؤمن سراً ويكتم ايمانه وعين للنبي، فجمع أصحابه وأطلعهم على الأمر فقال: (أشيروا علي؟) فقالوا: الأمر اليوم لله ورسوله ماذا ترى يارسول الله؟ قال: (أرى ان نتحصن في المدينة)، بسبب طبيعتها الجغرافية لأنها تقع بين حرتان، وهي صخور سوداء ملساء حادة مستحيل أن يمشي عليها أي انسان أو دابة، ومن الجنوب مساكن يهود بني قريظة، وبقي لهم مدخل واحد وهو من الشمال، أجمع الصحابة على رأي النبي،

هنا تحدث سلمان الفارسي رضي الله عنه: يا رسول الله إنا كنا بأرض فارس، إذا تخوفنا الخيل خندقنا علينا، اي نحفر خندق من جهة الشمال، فسُر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الفكرة واستحسنها هو والصحابة وقرروا تنفيذ هذه الفكرة على الفور.

🌾
🍎
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *