عُرضت لسلمان صخرة في حصته في الحفر فكسرت حديدهُ، وأعيت قواه فأسنتصر بعمر بن الخطاب قال: يا عمر أعني على هذه الصخرة، فنزل عمر للصخرة فكسرت حديده وأعيت قواه
فقال: لا بد لنا أن نخبر رسول الله عنها، فجاء عمر قال: يا رسول الله عُرضت لسلمان صخرة، كسرت حديدنا وأعيت قِوانا
فقال النبي: (أنا نازل لها إن شاء الله) وعندما همَّ أن ينزل بالخندق رفع إزاره وإذا به قد ربط على بطنه حجر من شدة الجوع ليسند ظهره ليقوى على العمل، فرآه الصحابة صلى الله عليه وسلم بهذا المنظر،
فهذا درس بالصبر على الجوع لإنه أسوة للكل ثم قفز وقال: (إليَّ بالمعول) وقال: (بسم الله، الله اكبر)، وضرب ضربة فأبرقت برقةً، اضأت ما بين الحرتين، فكبر النبي وكبر الصحابة خلفه ثم ضرب أخرى فأبرقت مثلها فكبر وكبر أصحابه خلفه، ثم ضرب فأبرقت فكبر وكبروا فأنهالت الصخرة كالكثيب، فقال لهم: (دونكم وصخرتكم)، قالوا: يا رسول الله أبرقت ثلاثاً ، فكبرت فما سر ذلك؟ قال: (عندما برقت لي المرة الأولى أضيئت لي القصور الحمر من ارض الروم، واخبرني جبريل انكم ظاهرون عليها وتنفق كنوزها في سبيل الله، وعندما أبرقت المرة الثانية أضيئت لي قصور كسرى، وإني رأيت قصوره كأنها أنياب الفيلة، ثم ألتفت الى سلمان قال: يا سلمان أليس فيها كذا وكذا وكذا؟)، قال: والذي بعثه بالحق أخذ يصف لي قصور كسرى وكأنه يعيش فيها، وكلما قال وصف اقول: أشهد أنك رسول الله قال: (والذي نفسي بيده يا سلمان، لتفتحنا قصور كسرى وقصور قيصر ، فلا قيصر بعده ، ولا كسرى، ولتنفق كنوزهما كلها في سبيل الله، ولكن هذا يكون بعدي يا سلمان)، قال سلمان: والذي بعثه بالحق لقد رأيت هذا كله، وكان سلمان هو امير المدائن في خلافة عمر بن الخطاب، قال: (وفي الثالثة عندما أبرقت اضأت لي ارض عدن والله إني لأنظر أبواب صنعاء من مكاني هذا)،
وكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل كله يصلي ويدعو الله.