احداث في وقت الحصار

أرسل اليهود عيونهم الى داخل المدينة، وأخذوا يطوفون بالحصون التي بها النساء والأطفال والشيوخ، ليختبروا امكانية مهاجمة هذه الحصون، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم مجموعات تطوف حول بيوت المدينة ليلاً حرسا، ويجهرون بالتكبير،

فجاء الى النبي شاب من الانصار وقال: هل تأذن لي يا رسول الله، أن أذهب مع من يطفون ويكبرون فأذن له النبي وقال: (خذ سلاحك)، فأخذ رمحه وسيفه فلما كان في وسط المدينة قال لأمير المجموعة زيد بن حارثة: هل تأذن لي أن آتي بيتي، فأنا حديث عهد بعرس قال: نأذن لك ولكن لا تُطّل، دخل لداره ووجد زوجته العروس قائمة بين البابين فظن فيها السوء، فوراً رفع الرمح يريد ان يضربها فقالت: لا تعجل أدخل وانظر ماذا يوجد في دارك؟ فإذا هي حية كبيرة مكعكة جالسة على فراشه، فغرز الرمح في رأس الحية، واخرجها الى الحوش ووضع الرمح الذي فيه الحية على جدار الدار فأضطربت الحية في رأس الرمح، تقول زوجته: وسقط زوجها الى الارض ميتا فوراً فوالله ما أدري أيهما اسرع موتاً هو أم الحية؟ فصاحت فسمع زيد الصوت فرجع مسرعاً مع رجاله قال: ما الأمر؟ فقصت عليهم ما حدث فقالوا: لا حول ولا قوة الا بالله فأخذوا يقلبوه، فوجدوه ميت ولم يجدوا به أثر لدغة وليس به شيء فوضعوه على فراشه وتركوا رجل يحرس باب الدار ،ثم رجعوا واخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث،

فقال: (إن في المدينة جن اسلموا فإذا بدا لأحدكم شيئاً من ذلك، فليأذنه ثلاث فإن لم يمضي فأعلم انه شيطان فأقتله). ولكن كان هذا الشاب قد قتل جني مسلم فأخذ اهله بثأره فوراً فقتلوا الشاب،

وانظروا مشيئة الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه، أرسل النبي عشرين رجلا من اصحابه ومنهم رجال من ذوي المتوفى ليدفنوه، فحملوه فسلكوا به من وادي العقيق فكان في ذلك الوقت ابو سفيان قد اشتكى لحيي بن اخطب انه قد نقصت المؤنة من جيش قريش فقال: يا حيي نفذت علائفنا ونقصت مؤونتنا، وهلكت الخف والكراع فهل لدى بني قريظة من علف وقوت قال له: نعم ثم ذهب وكلم سيد بني قريظة فقال: المال مالك فأرسل ابو سفيان عشرين ناقة، لتحمل لهم الطعام والعلف من بني قريظة فلما حُمَّلت تماماً، وانطلقوا وتوجهوا يريدون الخندق من الخارج كان لا بد لهم أن يمروا من وادي العقيق فكان الصحابة يحملون جثة هذا الشاب ليدفنوه وكان الوقت نهارا، فألتقوا بقافلة المشركين فأقتتل المسلمون معهم فهزموهم واخذوا القافلة بكل ما فيها، وكان اهل المدينة في جوع وعسر شديد، سبحانك ربي ما أعظمك وما أجملك، أراد أن يطعمهم الله، ثم رجعوا بعد ان دفنوه الى النبي صلى الله عليه وسلم واذا معهم عشرون جمل محمل قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ماهذه؟قالوا: غنمناها من رجال قريش، ارسلت بها قريظة الى قريش ولما وصل الخبر لأبي سفيان قال: ان حيي لرجل مشؤوم، فسروا بهذه الغنيمة وفرَّجت عنهم بعض الكرب ولكن ما زال الصحابة مكتئبون لأنهم على اعصابهم، لا يعلمون متى ستفتح قريظة للأحزاب ابواب الحصون

🌾
🍋
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *