الخروج لتأدية العمرة

في شهر شوال من السنة السادسة من الهجرة رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا، (أنه وصحابته يدخلون المسجد الحرام وقد حلقوا شعورهم)، وعلى الفور أعلن، أنه سيخرج لأداء العمرة، ودعا كل المسلمين للخروج معه، وكذلك الأعراب حول المدينة، وكانت قوانين الجزيرة العربية، وأعراف قريش نفسها تقضي بألا تتعرض لمن يدخل مكة مهما كانت بينه وبين قريش من خلافات، بل تقوم بحمايته واطعامه وسقايته وخدمته وقد كان معروفا أن الرجل الذي يرى قاتل أبيه في مكة، لا يستطيع أن يتعرض له حتى يخرج من الحرم،

ومع ذلك لم يكن الأمر بهذه السهولة على الصحابة لأنه ليس هناك ما يضمن أن قريش ستحترم هذه الأعراف ومنذ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لم تحدث العمرة منفردة الا مرتين، الأولى قام بها سعد بن معاذ رضي الله عنه وعندما عرفه أبو جهل تصدى له ومنعه من استكمال طوافه بالكعبة، والثانية قام بها ثمامة بن اثال سيد بني حنيفة، وقد رفع صوته وجهر بالتكبير، وقد تعرضت له كذلك، ولكنها لم تستطع منعه لمكانته،

اذن فالأمر ليس سهلا، وليس هناك ما يضمن أن قريش لن تتعرض للمسلمين بل على العكس تاريخ قريش مع المسلمين يقول أن خروج المسلمين لأداء العمرة فيه خطورة شديدة جدا ولذلك لم يستجب للنبي صلى الله عليه وسلم، سوى المؤمنين فقط بينما رفض المنافقون الخروج الى هذه الرحلة المهلكة من وجهة نظرهم وكذلك لم يخرج الأعراب الذين حول المدينة فكان عدد الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم الف واربعمائة من الصحابة، ولكنه كان صف نقي خالص ليس فيه منافقون وليس فيه أناس ايمانهم ضعيف واذا كان الصف نقي طاهر فلابد أن النصر قريب، كما كان في بدر، وغير ذلك من المشاهد،

خرج صلى الله عليه وسلم واصحابه في ذي القعدة في نهاية السنة السادسة من الهجرة وكان مع المسلمين، عدد كبير من الإبل لذبحها في مكة هدي الى الحرم تقرباً الى الله تعالى وافضله هو الإبل، فأشعرها وقلدها كعلامة انها هدي لبيت الله الحرام، وأنه لا يريد أن يحارب احداً، فكان محرماً معتمراً وكانت تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم، هو الخروج بسلاح المسافر فقط لأداء العمرة ولم يخرج للحرب، وكان فيه دليل على شجاعة المسلمين وثقتهم بأنفسهم،

خرج النبي والمسلمون ووصلوا الى ذي الحليفة، وهو المكان الذي يحرم منه القادمون من المدينة الى مكة، فأحرم المسلمون، وبدؤا في التلبية لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

🌾
☘️
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *