الوصول إلى الحديبية

ثم انحرف الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين مرة أخرى متجنباً جيش مكة، وأكملوا طريقهم حتى اقتربوا جدا من مكة، ووصلوا الى وادي أسمه الحديبيبة أرضه منبسطه، وسبب التسميه لان فيه بئر ماءه قليل يبض الماء بضاً، ويحدب ظهر الرجل فسمي بئر الحديبية، وهو الآن ضاحية من ضواحي مكة وأصبح الموقف شديد الحرج، ففي أي لحظة يمكن أن يقع القتال، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم، أن يكمل طريقه ويدخل مكة فبركت ناقته القصواء، ورفضت أن تتحرك فزجرها النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تقم وحاول الصحابة أن يدفعونها واخذوا يقولون لها: حل حل ولكنها رفضت التحرك فقال الصحابة: خلأت القصواء، فما راعنا إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته في وجوهنا ويقول: (ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)، فعسكر النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في وادي الحديبية، فقال الناس: يا رسول الله نزلت بنا على غير ماء، وإن بئر الحديبية لا يستقي منها الراكب أو الراكبان ونحن كثير، فقال لهم: (انظروا هل بها من ماء؟)، فجاؤا وقالوا: ليس فيها إلا الدلوين او الثلاث؟ فأخذ سهماً من كنانته وأعطاه لأحد اصحابه، فقال: (انزل فيها واغرسه فيها باسم الله)، فنزل الرجل وقال: بسم الله وغرس السهم في وسط البئر يقول اصحابه: والذي بعثه بالحق، لقد أخذ الماء يفور، وله هدير كأنه الماء يغلي بالقدور، فما أن أسرعنا حتى أخرجنا صحابنا وإلا كان قد غرق، ففار الماء وفاض حتى ملء البئر فجلس اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حول البئر يغترفون الماء لا يحتاجون لحبل ودلو ينتشلون الماء.

🌾
🌹
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *