مواعظ

قصة وعبرة:

– ﺭﺟل ﻟﻪ ﺧﺎﺩﻡ ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻳﺨﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﺆﻭﻧﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺫﻥ ﻣﺆﺫﻥ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺃﻳﻘﻈﻪ ﻣﻤﻠﻮﻛﻪ ﻭﻗﺪﻡ ﻟﻪ ﺃﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﻔﺎﻧﻮﺱ،ﻭﻣﺸﻰ ﺍﻣﺎﻣﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻣﺘﺮﺑﺔ ﻭﺍﻷﺯﻗﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺇﺿﺎﺀﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺩﺍﻣﺴﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﻮﻋﻬﺎ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭ ﺗﻔﺎﻧﻲ ﻣﻤﻠﻮﻛﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ : ﺍﺳﻤﻊ ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻲ ﻭﺻﻴﺘﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻮﺭﺛﺘﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺣﺮﺍً ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻲ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻼﺻﻚ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻲ ﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﺪﻩ. ﻭﻓﻲ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺎﻡ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻭﺃﺳﺮﺝ ﺍﻟﻔﺎﻧﻮﺱ ﻭﻣﺸﻰ ﺑﻪ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭ ﻓﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﻔﺎﻧﻮﺱ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻴﺮ ﻟﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ؟ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﺖ ﻧﻮﺭﻙ ﻭﺭﺍﺀﻙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻋﺪﺗﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻚ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ، ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻣﻮﺗﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺎﻝ ﺣﺮﻳﺘﻲ ﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻟﻚ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﺳﺄﻇﻞ ﺃﺧﺪﻣﻚ ﻭﻓﻴﺎً ﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ ﺣﺮﻳﺘﻲ ؟ﻭﻓﻬﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺟﻴﺪﺍً ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺣﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ: ﻭﺃﻧﺎ ﺧﺎﺩﻣﻚ ﺍﻟﺒﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ. 🌾🌾

– ذات مرة دخل عروة ابن الزبير مجلس الخليفة , فوجد شيخاً طاعناً في السن مهشم الوجه أعمى البصر , فقال الخليفة : يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته. قال عروة : ما قصتك يا شيخ؟ قال الشيخ : يا عروة اعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ , وليس في ذلك الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً , فأتانا السيل بالليل فأخذ عيالي ومالي وحلالي , وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفل صغير وبعير واحد , فهرب البعير فأردت اللحاق به , فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفي صراخ الطفل فالتفتُ فإذا برأس الطفل في فم الذئب فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه , فعدت لألحق بالبعير فضربني بخفه على وجهي , فهشم وجهي وأعمى بصري قال عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا فقال الشيخ : أقول اللهم لك الحمد ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً . * هذا هو الصبر .. هؤلاء الذين بشرهم الله بقوله تعالى: ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) 🌾🌾

– كان سيدنا عمر بن الخطاب يحب أخاه زيداً ، وكان زيد قد قُتل في حروب الردة . ذات نهار بسوق المدينة يلتقي الفاروق وجهاً بوجه بقاتل زيد وكان قد أسلم وصار فرداً في رعيته . يخاطبه الفاروق غاضباً : والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح فيسأله الإعرابي متوجساً : وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين ويُطمئنه امير المؤمنين لا فيغادره الإعرابي بمنتهى اللامبالاة قائلاً : إنما تأسى على الحب النساء . أي مالي أنا وحبك إذ ليس بيني وبينك غير (الحقوق والواجب) لم يغضب أمير المؤمنين ولم يزج به في السجن بل كظم غضبه على جرأة الإعرابي وسخريته وواصل التجوال . لم يفعل ذلك إلا إيماناً بحق هذا الإعرابي في التعبير وبكظم الغضب وهو في قمة السلطة وبفضل شجاعة هذا الإعرابي 🌾🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *