استسلام زعيم خيبر

هو كنانة بن الربيع بن ابي الحقيق، وهو من نسل هارون اخو نبي الله موسى عليه السلام، أرسل يقول: اعطني الآمان اكلمك، فأعطاه النبي الأمان فنزل كنانة ومعه رهط منهم، وعرض الصلح

فقال النبي: (كنت قد عرضت هذا عليكم من قبل ودعوتكم الى لا إله إلا الله فأبيتم، فأما الصلح الآن فعلى شروطي انا، لا على شروطكم أنتم) ودار بينهما حوار طويل وفي النهاية تم الإتفاق على شروط الإستسلام: حقن دماء اليهود، على أن يخرجوا من خيبر بنسائهم وأبنائهم وبملابسهم فقط، وأن يتركوا كل أموالهم وسلاحهم وديارهم، وأن يركبوا دواب دون الخيل تحملهم الى خارج خيبر.

فقال النبي: (على أن لا تخفوا شيئاً من أموالكم، فإذا كتمت منه شيئاً، أستبيح بها دمك، وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله). ورضي بهذه الشروط، وشهد رجال من قومه، ورجال من اصحاب النبي، على هذا الصلح.

فتح كنانة ابواب الحصون وطلب منه النبي ان يسلم له: الصفراء أي الذهب، والبيضاء الفضة، والخف والكراع اي الماشية، والحلقة أي السلاح واخذ كنانة يقدم للنبي، فلما انتهى،

قال له النبي: (لم يبقى عندك شيء يا كنانة؟)، قال: لا، قال: (فإن أخفيتني شيء لا تنسى، برئت منك ذمة الله وذمة رسوله، وكنت مباح الدم)، قال: نعم، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (يا ابن الربيع، هنالك اشياء كثيرة تخفيها، وما أزال على قولي وصلحي، لا تبقي شيئاً، وابرء ذمتك، فإن لم تصدقني هدرت دمك)، قال: نعم فنظر النبي فيه وقال: (أتممت ولم يبقى عندك شيء؟)، قال: نعم، فصاح النبي به صيحة ارعدت فرائصه: (يا ابن الربيع، إنك لمستخفٌ بأمر السماء، إن أطلعني الله على شيء أخفيته، أهدرت دمك)، قال: نعم، قال: (اني ممهلك ومذكرك وسائلك، أين مسك حيي بن اخطب؟) كان يجمع فيه حيي المجوهرات والقطع الثمينة، مصنوع من جلد الخاروف، ليكون مخزن للمال، وما عاد يتسع للمجوهرات فصنع مسك من ثور، ثم صغر ولم يعد يتسع له، فصنع مسك جمل، وعندما اجلاهم النبي سمح له بحمله معه، فضحك وقال: تعلم يا أبا القاسم، ما حل بنا من ترحال ونزول وهجرة، لقد أنُفق ذلك كله، فقال النبي: (يا كنانة الوقت قريب ولا يمكن أن ينفق هذا المال في هذه المدة، فإن اطلعني الله عن مكانه واستخرجته انا، استبيح به دمك؟)، قال: نعم،

فغضب النبي وقال: (قُم يا علي، قُم يا ابن العوام إنطلقا الى دار كنانة، فإذا دخلت باب بستانه، فعد اربع نخلات عن يمينك، ثم احفر تحت الخامسة فأتياني بالمسك)، فانطلقا فحملاه ووضعاه بين يدي النبي، وقال النبي: (ماهذا يا كنانة، ألم يكن هذه المسك تحت النخلة الخامسة على يدك اليمنى اذا دخلت بستانك؟)، قال: اجل يا أبا القاسم، فقال النبي: (كنت قد امهلتك كثيراً، ولكنك أستخففت بأمر السماء وانت تعلم كما كان يعلم حيي من قبلك اني نبي، وأن النبي يوحى إليه، قم يا محمد بن مسلمة فأضرب عنقه)، ليأخذ ثأر أخيه، فقام وضرب عنقه،

🌾
🍒
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *