– قصة وعبرة:
*كان أحد الأئمة بمسجده فيما بين الآذان والأقامة يقرأ القرآن ومعه عدد من المصلين كل على حده. وإذ بشخص قبل دخوله وعند باب المسجد بالقرب من أماكن الأحذية كأنه سقط وسمع لذلك صوتاً قوياً فتعجب الامام وقال في نفسه لعله مجنون أو فقد شيء من عقله او. او. من التوقعات ولكنه دخل وبكل هدوء جلس في المسجد ثم أقيمت الصلاة وبعد أنتهاء الصلاة خرج المصلون قال الامام : وعند خروجي مررت به فسلمت عليه ورأيت عيناه قد أحمرت وعليه آثار البكاء فقلت له: يا أخي رأيتك قبل الصلاة فعلت كذا وكذا فهل هناك شيء؟ قال: نعم هناك أشياء وليس بشيء. قلت : مالأمر؟ قال: منذ زمن قررت أن أحافظ على تكبيرة الإحرام وما ذاك إلا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:”من صل لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق” .صحيح الجامع الصغير واليوم كان الأربعين وقد أدركني النعاس فاستيقضت على صوت الأئمة وهم يصلون وحزنت أيما حزن فركبت سيارتي وبدأت ابحث وأنا ابكي حزيناً على حالي لأني لم أدرك تكبيرة الإحرام وقد شرعوا بها فاليوم هو براءتي وكنت أدعو الله كثيراً وما أن وصلت لمسجدكم ولم اسمع صوت قلت لعلهم لم يبدأوا بعد وحين دخلت وجدتكم تقرأون القرآن ولم تشرعوا في الصلاة فلم أملك إلا السجود بين يدي الله شكراً وفرحاً وأمتناناً فاليوم هو براءتي، فلله الحمد والمنة. *اللهم اجعلنا ممن كتبت لهم براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق.
*امرأة في آخر عمرها مرضت واستدعى مرضها بقاءها في المستشفى لمدة سنة فكانت الممرضات يتعجبن من كثرة الزوار لهذه المرأة بشكل يومي أبناؤها وجيرانها وأحباؤها ومن ترتاح للقياهم فتقدمت إحدى الممرضات لتسأل أحد أبناء المرأة: أما تجدون مشقة في زيارة أمكم يومياً وأنتم تقطعون الأميال؟ وكيف لأشغال الدنيا وأعمالها أن لا تتعبكم و تجعلكم في تواصل دائم معها؟فأجابها الولد بآية من القرآن الكريم.ثم سألت جيرانها فأجابوها بنفس رد إبنها ثم ذهبت لأقربائها فأجابوها بنفس الرد فزاد اندهاش الممرضة وعندما انتهى وقت الزيارة ذهبت مسرعة إلى المرأة قائلة : ما سر قدوم كل من أحببت إليك يوميا؟فتبسمت المرأة وقالت لها: كان في بيتي الكثير من المصاحف و كنت أحاول ألا أهجر أيا منها وأقرأ ولو بعض الآيات منها وكنت عندما أدخل لأي مسجد أبحث عن المصاحف التي هجرت وتراكم الغبارعليها وأقرأ منها ما تيسر وعندما أنتهي أقرأ هذه الآية: {رب لاتذرني فردا وأنت خٌير الوارثين }
– قال ابن القيم: الدين كله خُلق فمن فاقك في الخلق فقد فاقك في الدين.