محاولة تسميم النبي في خيبر

قبل أن يرحل النبي اقبلت امرأة يهودية، وقالت: اريد ان اكرم رسول الله بشاة مصلية، وسألت: أي عضو في الشاة يحب رسول الله، فقيل لها: الذراع اليمنى من الشاة، فقامت بوضع السم على الشاة واكثرت منه على الذراع، وجاءت مبتسمة وقالت: هذه هدية لك يا رسول الله، كان معه عدد من اصحابه واقربهم منه بشر بن البراء، فأخذ قطعة من الذراع ولاكها، ثم وضع النبي الذراع بين اسنانه، وكاد أن يقضم منه، ثم رده وقال: (ارفعوا ايديكم إن هذا الذراع ليخبرني انه مسموم) وكان بشر بن البراء قد أكل من الشاة قطعة وابتلعها فقال بشر: والذي بعثك بالحق لقد شعرت بذلك من أكلتي التي أكلت، فقال له النبي: (فلم لم تلفظها) قال بشر: ما منعني أن ألفظها الا كراهية أن أنغص عليك طعامك نفسي لك الفداء يا رسول الله ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتوا له بالمرأة، فلما حضرت سألها النبي: (يا زينب أوضعتي السم في هذه الشاة؟) قالت: نعم فقال: (ما حملك على ذلك؟) قالت: قد بلغت من أهلي ما لا يخفى عليك، قتل زوجي واخي وابني فقلت اضع لك السم، فإن كنت ملكاً متغطرساً نستريح منك، وإن كنت نبيا اطلعك الله عليه ولم يضرك، ولأنها صدقت عفا عنها النبي، وسأله الصحابة: ألا تقتلها يا رسول الله؟ فقال: (لا قد عفونا عنها) ولكن عندما تأثر بشر بالسم وتغير لونه واصبح لا يستطيع ان يتحرك من مكانه، ومات في اليوم الثاني أمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يحضروا زينب وأن تقتل قصاصا لأنها قتلت بشر، واحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على الكاهل وهو الموضع بين الكتفين وظل يعتريه المرض كل عام من أثر هذا السم، حتى مات بعد ذلك بثلاثة سنوات متأثرا بذلك السم كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت كَانَ النَّبِيُّ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: (يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ)، النبي صلى الله عليه وسلم يخبر السيدة عائشة عن سبب موته. الأبهر: هو اكبر شريان في جسم الإنسان، يوزع الدم المؤكسج الى جميع أجزاء الجسم ويخرج من البطين الأيسر في القلب، ولذلك كان ابن مسعود وغيره يقولون أنه صلى الله عليه وسلم مات شهيدا، المغضوب عليهم هم قتلة الانبياء.

🌾
🍓
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *