وصف الدنيا والاخرة:
قال الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري : إجمع لي بإيجاز بين أمري الدنيا والآخرة فكتب الحسن البصري للخليفة: إنما الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والموت متوسط، ونحن في أضغاث أحلام، من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن نظر فى العواقب نجا، ومن أطاع هواه ضل، ومن حلم غنم، ومن خاف سلم، ومن إعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، ومن علم عمل فإذا زللت فارجع، وإذا ندمت فأقلع، وإذا جهلت فاسأل، وإذا غضبت فأمسك.
موقف:
مر ثابت ابن ابراهيم بجدول ماء صغير يجري بين الحقول فوجد تفاحة حملها ماء الجدول اليه فاكلها ،فتذكر انها ليست له ولا يحل له اكلها الا باذن صاحبها فدخل البستان يستسمح صاحبه فوجد بستاني فاستسمحه بها فقال: انا لست صاحب البستان وانما هو على مسيرة يوم وليلة في المكان الفلاني فقال: لاذهبن اليه واستسمحه،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:”من نبت جسمه من حرام فالنار اولى به”. فوصل اليه وسلم عليه وقال:يا سيدي لقد أكلت تفاحة سقطت من اشجار بستانك وجدتها خارج البستان يدفعها الماء عبرالجدول المار به فهل تسمح لي بها؟فنظر اليه مليا ثم قال: لا لن اسامحك فقال: اذابعني اياها. قال: ولا ابيعك اياها. فقال : سبحان الله وماذا تريد اذن فقال له: الا ان تتزوج ابنتي لما راى من تقواه وصلاحه قال : قبلت فقال: ولكن ابنتي عمياء وبكماء وصماء ومقعدة ،فذهل ثابت وفكر مليا ثم قال:اهذه زوجة يصح ان اقترن بها ومن اجل هذا لا يريد ان يسامحني فيما اكلت؟ قال له: بغير هذا الشرط لن اسامحك فقال ثابت: قبلت خطبتها وساقبل زواجها واتاجر فيها مع الله رب العالمين اقوم على خدمتها واكون بذلك قد أسقطت اثم ما اكلت من ملك غيري بدون اذنه. فدعا ابوها بشاهدين فشهدا على العقد وجاء بابنته وادخلها حجرتها فلما دخل ثابت على زوجته سلم عليها فردت عليه السلام ونهضت واقفة ووضعت يدها في يده فقال ثابت في نفسه: ما هذا؟ اذن هي ليست بكماء ولا صماء ولا عمياء ولا مقعدة ثم سالها عما قاله ابوها فقالت:لقد صدق ابي في ذلك لان عيني لم تنظر الى ما حرم الله تعالى وانا عمياء عن الحرام صماء الاذنين عن كل ما لا يرضي الله وقدمي لا تحملاني الى مكان يغضب الله تعالى ولهذا كله فاني بكماء اللسان لان لساني لا يتحرك الا بذكر الله تعالى وكان ابي يصفني دائما كالنحلة تحط على اجمل الزهور وتاخذ منها الرحيق وتخرج لنا العسل.فقال ثابت: فنظرت الى وجهها فكانما هو فلقة القمر ليلة تمامه.(وانجب منها مولودا ملأ طباق الارض علما وصلاحا انه الامام الجليل أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه). *سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.