ومن هدايا المقوقس للنبي

– طبيب خصي، قد تعلم الطب وبرع فيه فأرسله للنبي كطبيب وجاسوس في آن واحد، فقبل النبي كل الهدايا الا الطبيب بعد ان اكرمه واستضافه قال له: (ارجع لصاحبك وقل له لا يحتاج لطبيب)، لأنه من هديه لنا: لا نأكل حتى نجوع، وإذا اكلنا نقوم دون الشبع، فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء، ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه، رأى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد اكلت يوما مرتين قالت رضي الله عنها: فوكزني بأصبعه في بطني وقال: (ليس لك همٌّ إلا بطنك يا عائشة؟ والذي نفس محمد بيده أكثر الناس شبعاً في الدنيا، اكثرهم جوعاً يوم القيامة).

– ومنها الف مثقال من الذهب الخالص، وزعها النبي فورا على فقراء المسلمين امام عين الطبيب، حتى اذا ما رجع ينقل ما رأى، النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتاج الى مال.

– ومنها بغلة شهباء، سأل المقوقس حاطب ماذا يركب نبيكم اذا اراد التنقل؟ قال: يركب ما تيسر له، فرس احيانا، وجمل احيانا، وأتان احيانا، فعلم انه لا توجد بغال عند العرب، فأرسل للنبي بغلة بيضاء واستغربها الصحابة اي نوع من الدواب هذا؟ فأوضح لهم النبي ذلك، وكان من خلقه ان يسمي كل شيء له به علاقة، ثيابه وسلاحه ودوابه، فسمى البغلة دلدل وكان يركبها دائما في داخل المدينة.

– ومنها زق من عسل، عسله من اطيب الانواع على وجه الارض واحبه كثيرا، من انتاج مدينة اسمها بنها من صعيد مصر هي شبه جزيرة، ثمارها وخيراتها كثيرة، والى يومنا هذا مشهورة بالعسل وذلك لدعاء النبي لها بالبركة. – ومنها ثياب من نسيج قطن مصر، وبسط قطع سجاد للارض، نظر اليها النبي واتلف ما وجد فيها صورة صليب، واستعمل الباقي.

– ومنها بعض العود والمسك استخدمه صلى الله عليه وسلم جميعا، وسأل المقوقس حاطبا، قال: يا حاطب، هل يكتحل نبيكم؟ قال: نعم، وينظر في المرآة، ويرجل شعره، فأرسل له مربعة ليضع فيها المكحلة وقارورة الدهن والمشط والمقص والمسواك، ومكحلة من عيدان شامية ومرآة ومشطا. عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: سبع لم تفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ولا حضر القارورة التي يكون فيها الدهن والمشط والمكحلة، والمقراض والمسواك، والمرآة وفي رواية والإبرة، والخيط. ثم اسكن النبي ام المؤمنين مارية رضي الله عنها في دار الحارث، فلم يحب ان يضع لها حجرة بين ازواجه وأراد ان يبعدها عن امنا عائشة شديدة الغيرة، قالت أمنا عائشة: ما أدخلت علي زوجة من ازواج رسول الله ما أدخلته مارية القبطية مع أن النبي لم يقسم لها ليلة كباقي زوجاته. ثم حملت من النبي صلى الله عليه وسلم، وخبر حملها أبهج المدينة كلها. فأمر ان يتخذ لها بيت في العوالي جهة مسجد قباء، حتى اذا كمل حملها ووضعت ابنها ابراهيم، ومن فرحة الصحابة به أولم كل بيت في المدينة فرحا بهذا المولود.

🌾
🍓
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *