البدء باعمال العمرة

نزل النبي عن ناقته، واذا به يكشف عن كتفه الايمن، بما يسمى الإضطباع وقال بصوت مرتفع: (رحم الله امرأً أراهم اليوم من نفسه قوة)، ثم استلم الحجر الاسود وقبله ثم أخذ يرمل، وأمر صحابته بالرَّمل في الثلاثة أشواط الأولى من الطواف، وستر كتفيه ومشى الهوينة وبقية من سنن الطواف المستحبة، فلما رأى المشركون كيف يطوفون قالوا: أهؤلاء الذين زعمتم أن الحمَى قد أوهنتهم؟ ونراهم يقمزون حول البيت قمز الظبي، لا والله هؤلاء أجلد من كذا وكذا، واتم طوافه سبعاً، ثم مكث عند الحجر الاسود ملياً يقبله ويسكب دموعه فهو مشتاق وكان بجانبه عمر فقال له: (هاهنا تسكب العبرات يا عمر، إن هذا الحجر الاسود يمين الله في الارض، فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه)، والإضطباع والرمل

وتقبيل الحجر سنة، والنهي عن ايذاء مسلم فرض، فلا تزاحم يكفيك أن تشير للحجر من بعيد بيدك، وتقول بسم الله، الله اكبر، ثم صلى ركعتين خلف مقام ابراهيم وشرب من زمزم، ومضى الى الصفا وقال: (ابدؤا بما بدأ الله به) ثم قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}واستقبل الكعبة ثم رفع يديه وقال: الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده، ورددوها حتى ارتج المسعى بصوتهم، ثم سعى سبعاً يرمل بين الميلين حتى انتهى عند المروة، ثم قدموا له الهدي فنحر ستين بدنة بيده قائماً، وهو يقول: بسم الله، الله اكبر، منك وإليك، فلما انتهى قال: (نحرت هاهنا ومكة كلها منحر)، ثم دعى حالقه فحلق رأسه، وقريش تنظر اليه، وقد سطعت مكة بنوره وهيبته، وكيف اصحابه حوله إذا ألتفت الى جهة ألتفتوا، واذا تكلم صمتوا واصغوا، فاهتزت قلوبهم فمنهم من قال: لِمَ نكابر على أنفسنا، حقاً ان محمداً ليس كالبشر، إنه رسول كما يقولون ثم اخذ الناس يحلقون ويقصرون فألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى عمر وقال: (هل صدقك الله وعده يا ابن الخطاب؟) فقال: أشهد أنك رسول الله وصدق الله تعالى وعده، ثم حل النبي احرامه واغتسل ولبس ثيابه وذهب الى قبته عند الابطح، ثم رجع الى الحرم وقد انتصف النهار، ولم يستفز احد من قريش، ولكنه إذا استفز لا يقبل المذلة ابدا، ولكنه قيد نفسه واصحابه طاف بالبيت وحوله الاصنام فلم يعثروا بصنم ولم يحركوه من مكانه، فصلى والاصنام امامه، ولم يأذن لصحابي ان يحرك صنم من مكانه وعندما أراد ان يرفع الآذان قال: (يا بلال ارقى الصفا فأذن للظهر، وأذن بلال رافعا بأعلى صوته فارتجت مكة كلها بصوت آذانه، الله اكبر الله اكبر، الله اكبر الله اكبر وجبال مكة طربت بذكر الله، وقريش تسمع لبلال الذي عذبته على رمضاء مكة، وشعاره أحد أحد، أشهد ان لا إله إلا الله، وأشهد ان محمدا رسول الله …، وصلى بهم النبي، وخلال ثلاث ايام صلى بهم قصرا، واخذ يحدث اصحابه عن بناية هذا البيت وقصة ابراهيم وجدهم اسماعيل ولماذا نطوف سبعاً ونسعى سبعاً وماقصة زمزم ، ولماذا نهرول في المسعى بين الميلين فكان يعطيهم الدروس الميدانية، وفي اليوم الثالث جاءه عمه العباس رضي الله عنه، يحدثه عن ميمونة رضي الله عنها.

🌾
☘️
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *