نصيحة:
استمسك بالعبادة ولو كنت مقصراً واستعن بالله ولا تعجز وأكمل طريقك إلى الله ولو زحفاً وستصل بعون الله قال تعالى :{والذين جاهَدُوا فِينا لنَهدِينهُم سُبلَنا} وقال في الحديث القدسي :”ومن تقَرَّب إليَّ شِبراً تقَرَّبتُ منْه ذِراعاً ومَنْ تقَرَّب مني ذِراعاً تقَرَّبت مِنْه باعاً ومن أَتاني يَمْشِي أتَيتُهُ هرْوَلَة”.
فذكر:
فإن الذكرى تنفع المؤمنين الناس أربعة أصناف: -طائع لله وسعيد قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍأَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } -طائع لله وتعيس فهذا يحتمل أمرين: إما أن الله يحبه ويريد اختبار صبرك ورفع درجاتك لقوله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} وإما أن في طاعته خلﻻ وذنوبًا غفل عنها وما زال يسوّف في التوبة منها ولذا يبتليه الله ليعود إليه لقوله تعالى:{ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. -عاصٍ لله وسعيد فعليه الحذر لأن هذا قد يكون هوالاستدراج وهذا أسوأ موضع يكون فيه الإنسان والعاقبة وخيمة جدًا والعقوبة من الله آتية لا محالة إن لم يعتبر قبل فوات الأوان قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}. -عاصٍ لله وتعيس فهذا طبيعي لقوله تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}
موقف:
كان معروف الكرخي قاعدا على شاطئ نهر دجلة ببغداد يحدث اصحابه، فمر بهم بعض الفتيان يركبون زورقاً ويضربون الملاهي ويشربون. فقال له أصحابه : اما ترى ان هؤلاء في هذا الماء يعصون الله، ادع عليهم ،فرفع يده إلى السماء فقال:إلهي وسيدي اسألك أن تفرحهم في الجنة كما فرحتهم في الدنيا. فقال له اصحابه: إنما قلنا ادع عليهم، ولم نقل ادع الله لهم. فقال رحمه الله: إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم بشيء. وروي عنه انه كان يدعو لابنه علي قائلاً: اللهم اني اجتهدت ان أؤدب علي فلم أقدر على تأديبه، فأدبه انت لي. واستجاب الله تعالى له حتى اصبح عابدا زاهدا ورعاً تقياً.