معركة مؤتة

جاءت ساعة الصفر، وأعطى زيد بن حارثة رضي الله عنه اشارة البدء وانطلق زيد كالسهم صوب جيوش الأعداء وهو يحمل الراية، وانطلق معه المسلمون وقد ارتفعت صيحات التكبير واستمر القتال طوال اليوم، وكان صمود وأداء المسلمون مفاجأة للعدو، فقد كانوا يتوقعون ألا تستمر سوى ساعات ففوجئوا أن المسلمون يقاتلون بشراسة وشجاعة لم يشهدوا مثلها وحاولوا تطويق المسلمين، ولم يمكنوهم ونجحت خطة القائد زيد في الاستفادة من جغرافية أرض مؤتة فلم يتمكنوا من تطويق الجيش المسلم وركزوا هجومهم على القائد ومزقته رماح الروم وهو مقبلاً عليهم كالأسد حتى استشهد رضي الله عنه فوجدوا فيه أكثر من تسعين جرحا، ما بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية سهم،

فأخذ الراية جعفر بن أبي طالب، وكان عمره ثلاثة وثلاثين عاما وتكالبوا عليه وأصيب عشرات الإصابات، وهو لا يتوقف عن القتال فمازال يقاتل، فقطعت يده التي يحمل بها اللواء، فأمسك اللواء بيده الأخرى فقطعوها فحمل اللواء بعضديه، ثم استشهد رضي الله عنه، فاخذ اللواء عبد الله بن رواحة ولكنه تردد، فخاطب نفسه قائلاً: [أقسمت يا نفس لتنزلنه // راضية او مكرهنة]. [إذا أجمع الناس وشدوا الرنه // مالي أراك تكرهين الجنه]، وحمل الراية، وقاتل حتى قتل شهيداً رضي الله عنه، فأسرع ثابت بن ارقم وكان ممن شهد بدرا فأخذ اللواء وتراجع به للخلف قليلا، وزرعه في الارض ليتجمع الناس حوله ونادى بأعلى صوته إليك اللواء يا ابن الوليد فقال له خالد بن الوليد: أنت أحق به مني فقال ثابت: خذه يا خالد فوالله ما أخذته إلا لك ألم يقل النبي اذا أصيب عبدالله بن رواحة يصطلح الناس على رجل، هل تصطلحون على خالد فقال الناس: نعم فأخذ اللواء خالد، وارتفعت الروح المعنوية للمسلمين من جديد. وقد كشف الله لنبيه ما يحدث في أرض المعركة، نظر الصحابة لوجه النبي صلى الله عليه وسلم فوجدوه محزوناً وإذا به يرفع راسه للأفق، وهو ينظر لأرض المعركة ثم قال: (لقد لقي إخوانكم عدوهم اليوم أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر، فقطعت يده التي يحمل بها اللواء، فترك سيفه الذي يقاتل به، وأمسك اللواء بيده الأخرى، فقطعت يده الاخرى، فأخذ اللواء بعضديه، فأصيب، ثم أخذ اللواء بن رواحة وتردد قليلا ثم أستنزل نفسه)، ثم استعبر النبي، واخذت عيناه تذرفان الدمع ثم قال: (ثم أخذ اللواء سيف من سيوف الله تبارك وتعالى ففتح الله على يديه)، قال النبي: (لقد رفعوا إلي في الجنة على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبدالله بن رواحة أزْوِرَاراً عن سرير صاحبيه) فقالوا: عم هذا؟ فقال: (تردد عبد الله بعض التردد ثم مضى فقُتِل ولم يُعقّ)،

🌾
🥭
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *