نقض قريش صلح الحديبية

كانت القبيلة الضعيفة لتحمي نفسها تتحالف مع قبيلة قوية، فكل قبيلة ملزمة بهذا التحالف أن تدافع على القبيلة الأخرى إذا وقع أي اعتداء، بعد الصلح دخلت قبيلة خزاعة في حلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخلت خزاعة في حلف مع المسلمين، قامت قبيلة بنو بكر ودخلت في حلف قريش، لأن خزاعة وبنو بكر بينهم حروب وعداوت قديمة، وثارات كثيرة، شاب من بني بكر، وقف يردد الشعر ويهجو النبي، فسمعه شاب من خزاعة، لم يتحمل ان يهجو محمد وهو حليفهم يعني انت تهجونا فما كان من هذا الشاب الخزاعي إلا أن قام وضربه وشج رأسه، هنا ثار الدم في رؤوس القبيلتين فأخذت قريش تحرض حليفتها على قتال خزاعة وأعانتهم بالسلاح والدواب، بل واشترك بعض فرسانهم كعكرمة بن ابي جهل وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو، وقالت لهم: باغتوهم في الليل، وجاوؤهم ليلاً بغتة وهم آمنون على ماء لهم، يقال له الوتير وقتلوا منهم بعض رجالهم فلما رأت خزاعة أنهم سيهزمون وقتل منهم بعض رجالهم هربوا و دخلوا الى الحرم، فقالوا لقائد بني بكر نوفل بن معاوية: يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم، الله الله في إلهك، فإننا نحتمي به في البيت فقال نوفل: لا إله هذه الليلة وصاح برجاله: يا بني بكر أصيبوا ثأركم، فلعمري إنكم لتسرقون وتسرفون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه؟ فقتلوا منهم عشرين رجلا من خزاعة، فكان نقض واضحا وصريحا لصلح الحديبية من قريش، وعندما كان النبي في حجرة امنا ميمونة، قالت رضي الله عنها: سكبت له وضوءاً فلما شرع في وضوئه ومضمض واستنشق، وأراد أن يغسل وجهه نفض يديه من الماء وقال: (نُصِرتَ، نُصِرتَ، نُصِرتَ)، فقلت: بأبي وامي يارسول الله، من تكلم؟ قال: (لقد حدث حدثا في خزاعة الليلة، وسمعتهم يستنصرونني، فوالذي نفس بيده لأنصرنهم) ثم أتم وضوئه وقام يصلي ولم تخبر ميمونة أحدا بهذا الحديث فهي خاصية من خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولم يكلم النبي أحد ومضت ثلاثة أيام، فلما وقع هذا الاعتداء، انطلق فورا من خزاعة عمرو بن سالم الخزاعي الى المدينة يستنصر النبي صلى الله عليه وسلم، فلما وصل، وقف على باب المسجد، وهيئته هيئة المذعور، والنبي بين أصحابه، فسلم ثم قال شعرا:

يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا،، حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا ،، أنّ قريشاً أخلفوك الموعدا ،، ونقضوا ميثاقك المؤكّدا ،،

هم بيِّتونا بالوتير هجدا ،، وقتلونا ركعا ً وسجدا ،، فانصر رسول الله نصرا أبدا ،، وادع عباد الله يأتوا مددا ،، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في قوة وحزم: (نُصِرتَ يا عمرو بن سالم، والله لأنصرنكم، ولأمنعنكم مما أمنع منه نفسي وأهلي) وكان قرار النبي صلى الله عليه وسلم، أن ينتقم لخزاعة من بني بكر ومن قريش لإعتدائهم عليهم، ونقضهم صلح الحديبية، فقال: (يا عمرو ارجع الى مكة، ولا تخبر أحدا أنك جئتنا إلا قومك وليتفرقوا، وأسكنوا حتى يأتيكم أمري)، ودخل صلى الله عليه وسلم بيته ولم يحدد كيف يكون هذا الإنتقام وكيف يكون هذا العقاب،

🌾
☘️
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *