ليس كل مخالفة خيانة

لمارجع ابو سفيان، قال أشراف مكة: ما وراءك؟ فقال: جئت محمدا فكلمته، فوالله ما رد علي شيئا، ثم جئت ابن أبي قحافة، فوالله ما وجدت فيه خيرا، ثم جئت عمر فوجدته أدنى العدو، ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم، وقد أشار علي بأمر صنعته، فوالله ما أدري هل يغني عني شيئا أم لا؟ قالوا: فبماذا أمرك؟ قال: أمرني أن أُجير بين الناس ففعلت، قالوا: فهل أجاز ذلك محمد؟ قال: لا، قالوا: ويحك! ما زادك الرجل على أن لعب بك، وعلمت قريش أن قيام النبي بغزو مكة أمر محتمل.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من القبائل خارج المدينة أن يتجمعوا في المدينة، والجيش بالإستعداد، وكما هي عادة النبي لم يخبر أحدا أين وجهته، وكان شديد الحرص على كتم الخبر، واخبر فقط كبار الصحابة المقربين، الذين طلب منهم مهمات عسكرية محددة، والغاية دخول مكة بلا قتال وسفك دماء بالحرم، فاستخدم كل عوامل القوة ليستسلموا، وكان من دعائه: (اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها)، وجعل وحدات بقيادة عمر بن الخطاب على مداخل المدينة لمنع تسرب اي معلومه، وكان ممن اخبر حاطب بن ابي بلتعة رضي الله عنه، هو من المهاجرين ومن الذين اشتركوا في بدر وأحد الخندق والحديبية، وحامل الرسالة الى المقوقس، وفي لحظة ضعف كانت له زلة، لأن له بمكة تجارة وبعض أهل بيته، ويعاني من ايذائها له في أهله وماله، وليأمن شرهم أراد أن يؤدي لهم خدمة، فكتب اليهم كتابا أخبرهم فيه بمسير النبي اليهم، وأعطاه لامرأة اسمها سارة قد قدمت تشكو الحاجة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان في غنائك ما يغنيك؟) فقالت: ان قريشا تركوا الغناء، منذ قتل منهم من قتل ببدر، فأعطاها النبي ثم عرض عليها الإسلام فرفضت، وقبل منها النبي أن تبقى بالمدينة على كفرها، فقام حاطب وحملها رسالة، وأعطاها مبلغا من المال على أن تبلغها الى قريش وقال لها: اخفيه ما استطعت، ولا تمري على الطريق، فإن عليه حرسا، فجعلت الكتاب في قرون رأسها، وهي لا تعلم مضمون الكتاب، ولبست لباسها واتجهت نحو مكة وعندما رأى الحرس انها امراة تركب دابة لم يلتفتوا اليها فليس لهم شأن بها فتركوها.

🌾
🍁
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *