من الذين أهدر دمهم يوم فتح مكة:

أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بهدر دم خمسة عشر حددهم بالإسم، لانهم قاموا بجرائم شديدة في المسلمين، وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة، ولم يقتل منهم سوى اربعة فقط، وعفى عن الباقين. منهم: *مقيس بن صبابة، أسلم

وحدث أن قتل أحد الأنصار أخيه خطأ في أحد الغزوات ظنا منه أنه من العدو، فأخذ الدية ثم قتل هذا الأنصاري، وارتد وعاد مشركا الى قريش، فلما كان الفتح قتل قصاصا.

*عبد الله بن الأخطل، والجاريتين المغنيتين، أسلم وهاجر، ثم بعثه النبي لأخذ الصدقة، وكان معه مولى له مسلما، فأمر مولاه أن يصنع له طعاما، ثم نام فلما استيقظ وجد مولاه نائما ولم يصنع شيئا فقتله، ثم خاف أن يقام عليه الحد، فارتد وعاد الى مكة، وكان شاعرا فأخذ يهجو النبي، وله جاريتين تغنيان بهذا الشعر،

فلما كان يوم الفتح ركب فرسه ولبس درعه وأقسم لا يدخلها النبي، فلما رأى خيل المسلمين خاف وذهب الى الكعبة وتعلق بأستارها، فرآه النبي وأمر بقتله، وقتلت احدى الجاريتين، وطُلِب العفو عن الثانية فعفا عنها.

*عبد الله بن أبي سرح كان ممن يكتب الوحي ثم ارتد ولحق بمكة ليرضي قريش، فأخذ يشوه مصداقية النبي والوحي ويقول: إن محمدا لا يعلم ما يقول، وكتبت له {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين} إلى قوله {ثم أنشأناه خلقا آخر} فقلت: {فتبارك الله أحسن الخالقين} قبل أن ينطق بها محمد

فقال: (اكتب ذلك هكذا أنزلت)، فإن كان محمد نبيا يوحى إليه فأنا نبي يوحى إلي، وكل ما كنت أقوله يقول لي اكتب هكذا نزلت، فلما كان يوم الفتح وعلم بإهدار دمه، لجأ إلى عثمان بن عفان وكان أخيه من الرضاعة قبل أن يقتل، فغيبه في بيته حتى هدأ الناس واطمأنوا، أتى به إلى النبي وهو في صحن الكعبة، وقال: يا رسول الله بأبي انت وامي، بايع عبد الله بن ابي سرح، فكررها عثمان ثلاثا، فلم يرد عليه واستدار النبي بوجهه، فنظر فيه وقد علاه الغضب وقال: (نعم ابسط يدك يا ابن ابي سرح) وبايعه وأمنه، فشعر عثمان أنه أثقل على رسول الله، فأخذه عثمان وخرج به من الحرم

فقال لأصحابه وهو مغضب بصوت مرتفع: (أعرضت عنه مراراً وهو مهدور الدم، ألا قام إليه بعضكم فيضرب عنقه؟)، وقد أخذ عباد سيفه لقتله ينتظر إشارة من النبي، فقال لعباد وهو مغضب وقد ارتفع صوته: (انتظرتك أن تفي بنذرك)، قال: يا رسول الله خفتك، أفلا أومأت إلينا بعينك؟ فقال النبي وهو مغضب اكثر واكثر ورافعاً صوته وهو يقول: (سبحان الله، إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة الأعين فكيف بمحمد رسول الله؟) فسكت الصحابة، وكان يستحيي عبد الله من مقابلة النبي، فقال عثمان: بأبي انت وأمي يارسول الله، إن عبدالله لا زال يذكر جرمه ويستحي منك، فقال: (يا عثمان الإسلام يجبّ ما قبله)، وقد حسن اسلامه.

🌾
🍇
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *