إسلام هند وعفو النبي عنها

كانت ممن أهدر دمهم، وزوجة أبي سفيان وأم معاوية، والتي مثلت بحمزة في احد، يوم الفتح لزمت منزلها وعلمت بهدر دمها. امر النبي عمر بن الخطاب ان يقف بين يديه وتجمع النساء ليبايعن النبي، (قالت امنا عائشة: ما وضع صلى الله عليه وسلم يده بيد امرأة إلا امرأة تحل له، أو ذات محرم،) وبسط يده في الهواء، وبسطت نساء قريش أيدهن وتمت البيعة، وكانت هند متنقبة بين النساء، قد أخبرت انه لا يقتل من اسلم، قال: (ابايعكن على ان تشهدن ان لا اله الا الله، وأن محمد رسول الله)، قالت النساء: نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، قال: (وألا تقتلن اولادكن من املاق)، فقالت هند: لقد ربيناهم صغاراً يا رسول الله، وحصدتهم يوم بدر كباراً، فأنت وهم أعلم عند الله، فعرفها من صوتها، فقال: (أهندٌ بنت عتبة؟)، فأماطت النقاب وقالت: نعم بأبي وأمي انت يا رسول الله، الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه، لتنفعني رحمك، فتبسم لها صلى الله عليه وسلم ضاحكاً، وقال: (مرحبا بك) وقال: (وألا تزنين)، فقالت هند: أو تزني الحرة بأبي انت وامي؟فضحك وضحك عمر، قالت: والله يا رسول الله ما كان على وجه الارض اهل خباء احب إلي ان يذلوا من اهل خباءك، ثم ما اصبح اليوم اهل خباء على وجه الارض، احب إلي من ان يعزوا من اهل خباءك، لقد كنا في جاهلية يا رسول فأصفح الصفح الجميل، فقال صلى الله عليه وسلم: (قد عفونا وصفحنا يا ابنت عتبة)، فقالت: يا رسول الله لقد نهيت على أن يسرق المسلم او يأكل حراما، إن ابا سفيان رجل بخيل يعسر علينا في النفقة، وكنت آخذ من ماله خفية، فأوسع على نفقتنا فهل يحل لي ذلك؟ فقال ابو سفيان: أما ما أخذتي في ما مضى فأنتِ في حل منه، أما بعد اليوم فلا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضحك: (خذي يا ابنت عتبة ما يكفي لنفقتكم بيسر)، فرجعت هند وقد أنار وجهها وقلبها بنور الايمان، وكانت صادقة الإيمان، حتى اذا دخلت دارها اسرعت الى صنمها فألقته في الارض، ووضعت قدمها عليه وقالت: لقد كنا معك في غرور، الحمد لله الذي اخرجنا من الظلمات الى النور.

🌾
🍒
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *