مواعظ

-من يشتكي سرعة الانفعال يضبط صلاته حتى تنضبط انفعالاته قال تعالى : {إن الإنسان خُلِقَ هلوعاً * إذا مّسه الشر جزوعاً * وإذا مّسه الخير منوعاً * إلا المصلين} فحين يخسف الله القمر نصلي وحين تُكسف الشمس نصلي وحين تُجدب الأرض ً نصلي إذاً الصلاة تحل مشاكل كونية فكيف لا تحل مشكلة شخصية

موقف:

رأى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله في تفقد أحوال الرعية خيمة لم يرها من قبل فأقبل نحوها متسائلا ما خبرها فسمع أنينا يصدر من الخيمة فازداد همّه ثم نادى فخرج منها رجل فقال : من انت؟ قال: انا رجل من احد القرى من البادية وقد أصابتنا الحاجة فجئت انا وأهلي نطلب رفد عمر. فقد علمنا ان عمر يرفد ويراعي الرعية. فقال سيدنا عمر: وما هذا الأنين؟ قال: هذه زوجتي تتوجع من الم الولادة فقال: وهل عندكم من يتولى رعايتها وتوليدها؟ قال: لا انا وهي فقط. فقال: وهل عندك نفقة لإطعامها؟ قال: لا. قال : انتظر انا سآتي لك بالنفقة ومن يولدها. فذهب سيدنا عمر الى بيته فنادى : يا ابنة الأكرمين هل لك في خير ساقه الله لك؟ فقالت: وما ذاك؟ قال: هناك مسكينة فقيرة تتألم من الولادة في طرف المدينة. فقالت: هل تريد ان أتولى ذلك بنفسي؟ فقال: قومي يا ابنة الأكرمين واعدي ما تحتاجه المرأة للولادة. وقام بأخذ طعام ولوازم الطبخ وحمله على رأسه وذهبا. ودخلت ام كلثوم لتتولى عملية الولادة وجلس سيدنا عمر مع الرجل خارج الخيمة ليعد لهم الطعام.ام كلثوم من الخيمة تنادي: يا أمير المؤمنين اخبر الرجل ان الله قد أكرمه بولد وان زوجته بخير. عندما سمع الرجل منها (يا امير المؤمنين) تراجع الى الخلف مندهشا فلم يكن يعلم ان هذا هو عمر فضحك سيدنا عمر وقال له: اقرب أقرب نعم انا عمر والتي ولدت زوجتك هي زوجتي ام كلثوم ابنة علي بن ابي طالب. فخرّ الرجل باكيا وهو يقول: آل بيت النبوة يولدون زوجتي؟ وامير المؤمنين يطبخ لي ولزوجتي؟ فقال عمر: خذ هذا وسآتيك بالنفقة ما بقيت عندنا.