حال الصحابة في الإنفاق لغزوة تبوك

أنفق الصحابة رضوان الله عليهم الكثير من المال ومع كل هذه النفقة فلم تكفِ الأموال لتجهيز كل من أراد الخروج للجهاد في هذا الجيش فلم يكن عند المسلمون الأموال لشراء أبعرة تكفي كل المسلمين، فكانوا يأتون من لا يملكون المال للجهاد من فقراء المسلمين الى النبي، يقولون: يا رسول الله احملنا فيطرق رأسه ويقول لهم: (والذي نفسي بيده لا أجد ما احملكم عليه)، قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ}، منهم علبة بن زيد خرج من المسجد وهو يبكي، الى بيته وأخذ يصلي طويلا في الليل، ثم رفع يده مناجيا الله تعالى: اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أحمل عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها في مال أو جسد أو عرض، قال عثمان: فلما تولوا وأعينهم تفيض من الدمع، رق النبي لهم ودمعت عيناه فوثب العباس وقال: احمل منهم اثنين، وقام ياميز بن عمرو الضمري قال: وانا احمل اثنان، فقلت: للثلاثة الذين بقوا وانا أحملكم، فأتيت داري وحملت في كمي ألف دينار ذهبية وأتيت بها للنبي، قال الصحابة: فجاء عثمان وقال: بأبي وامي انت يا رسول الله، يأتيك الضعفاء من الناس، فحتى لا تعتذر إليهم أضع هذه بين يديك، واخذ بكمه وهر الدنانير الذهبية في حجر النبي، فما زال عثمان يهر ويهر حتى أصبح كوماً في حجر النبي، وقال: هذه حتى لا تعتذر لأحد يارسول الله، فنظر النبي فيها ونظر في وجه عثمان، ثم اخذ يقلبها بيديه، وهو يقول: (ما على عثمان ما صنع بعد اليوم، لا يضر عثمان ما صنع بعد اليوم، ليصنع عثمان ما شاء بعد اليوم)، وأخذ يدعو لعثمان: (اللهم ارض عن عثمان، فإني عنه راض)، عز على عثمان ان يدمع الفقراء فيدمع النبي صلى الله عليه وسلم لدموعهم.

🌾
🪷
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *