تحقق النصر بغزوة تبوك بانسحاب الروم

كان ممن خرج الى تبوك الصحابي ذو البجادين وفي الطريق اصابته الحمى ومات، وهو من قبيلة مزينة عندما أسلم جرده أهله من كل أمواله، حتى جردوه من ثيابه، وكان يعلمون شدة حياءه، فأخذ بجاد وشقه واتزر به وذهب الى المدينة، دخل المسجد النبوي فصلى الصبح، فبعد انتهاء النبي من الصلاة أخذ يتصفح وجوه اصحابه فلما رآه قال له: (من أنت يا فتى؟)، فقال: أنا عبد العزى، فقال له النبي: (بل أنت عبد الله، انزل قريباً منا)، وصحب النبي، وكان كثير العبادة، وكثير قراءة القرآن، قال عبدالله بن مسعود: قُمْتُ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَرَأَيْتُ شُعْلَةً مِنْ نَارٍ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ، فَاتَّبَعْتُهَا أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر، وَإِذَا عبد الله ذو البجادين المزني قَدْ مَاتَ، واذا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحفر، ثم قال: (أَدْلِيَا لِي أَخَاكُمَا)، ثم وضعه الرَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده وقال:(رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنْ كُنْتَ لَأَوَّابًا تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ). فقلت لَيْتَنِي كُنْتُ صَاحِبَ الْحُفْرَةِ، وكان ذو البجادين أحد الخمسة الذين نزل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الى قبورهم. ووصل المسلمون أخيراً الى تبوك، ولكن كانت المفاجأة أن الجيوش الرومانية العملاقة، قد فرت الى داخل بلادها عندما علمت بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم، برغم تفوقهم الكبير على المسلمين في العدد والعدة والخبرات القتالية وتدريب الجنود، فحين علمت بقدوم ثلاثين الف مسلم، قارنت هذه بالمواجهة التي كانت في مؤتة منذ عام وكيف كان التفوق لصالح المسلمون، وكيف كان عدد قتلاهم كثير، برغم أن عدد المسلمين كان ثلاثة آلاف مقاتل فقط، ولذلك كان قرارهم هو الإنسحاب أمام النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعتدي النبي على القبائل العربية المقيمين في تبوك التي تحالفت مع الروم مثل لخم وجذام لم يهدم بيوتهم، ولم يأسرهم، ولم يقتل نساء واطفال وشيوخ، ولم يهدم بنية تحتية، وبقي النبي معسكرا عشرين يوماً كاملاً، مع أن عادة الجيوش المنتصرة البقاء في أرض المعركة ثلاثةأيام فقط ليثبت أنه الجيش المنتصر.

🌾
🍁
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *